
عقد مجلس الشورى السعودي اليوم جلسته العادية السابعة والثلاثين من أعمال السنة الأولى للدورة التاسعة، برئاسة الدكتور مشعل بن فهم السلمي نائب رئيس المجلس. خلال هذه الجلسة جرت مناقشة مجموعة واسعة من التقارير والملفات الوطنية، بما في ذلك الملفات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية، إلى جانب إصدار مجموعة من القرارات الداعمة للتنمية والإصلاح في العديد من القطاعات الحيوية، في خطوة تعكس استمرار جهود المجلس لتعزيز جودة الحياة في المملكة وتلبية احتياجات المواطنين.
في القطاع التعليمي شدد المجلس على ضرورة قيام وزارة التعليم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإطلاق مبادرات تسهم في جعل مهنة التعليم أكثر جاذبية وتعزز من مكانة المعلمين والمعلمات داخل المجتمع، بالإضافة إلى تحسين مستوى الطلاب من خلال دراسة تفاوت نتائج الاختبارات الوطنية، والعمل على الارتقاء بالأداء عموماً، مع التأكيد على توفير وجبة فطور صحية للطلاب وتشديد الرقابة على المقاصف.
وفي ما يخص قطاع التأمين طالب المجلس الهيئة المختصة بتبسيط خطوات تقديم المطالبات الخاصة بالحوادث البسيطة، ومعالجة حالات الهدر والاحتيال في التأمين الصحي، ودعم الشراكات مع القطاع الأكاديمي، مع الإسراع في نقل منصة نفيس ومراجعة سياسات إعادة التأمين بانتظام.
في مجالات التنمية الحضرية دعا المجلس إلى اعتماد دليل استرشادي ينظم العلاقة بين الهيئات والمكاتب الاستراتيجية، مع تحفيز الجهات المعنية لوضع مؤشرات أداء دقيقة لقياس جودة الخدمات، كما أكد المجلس على تطوير الطريق السياحي الرابط بين الطائف والباحة وعسير.
أما فيما يخص وزارة الشؤون الإسلامية، طرح المجلس توصيات تركز على دراسة أسباب تأخير منح تراخيص بناء المساجد وتعيين الأئمة والمؤذنين. كما دعا إلى تحديث برامج معهد الأئمة والخطباء، ومعالجة التحديات المتعلقة بالمطبوعات والترجمة، بالإضافة إلى دعم الجمعيات غير الربحية المعنية برعاية المساجد.
وفي قطاع التقنية شدد المجلس على أهمية توفير الدعم اللازم للبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات ورفع التمويل الموجه للتقنيات المتقدمة، والعمل على نقل وتوطين التكنولوجيا داخل المملكة، إلى جانب توسيع الشراكات مع الجامعات السعودية للاستفادة من قدراتها الأكاديمية ومسرعات الأعمال.
تطرق المجلس أيضاً إلى تطوير قطاع النخيل والتمور، حيث وجه المركز الوطني للنخيل والتمور بإطلاق مبادرات تحفز الاستثمار في تدوير المخلفات الزراعية، وتحسين سبل إنتاج النخيل وطرق جني الثمار، مع تعزيز منظومات نقل المتبقيات للحد من الفاقد.
في الشأن الصحي أقر المجلس التوسع في دعم المعهد الوطني لأبحاث الصحة لتوسيع الأثر الاقتصادي والصحي، مع تحديث المسميات الوظيفية في الأبحاث الطبية، ودعم جهود الهلال الأحمر لتطوير آليات البلاغات من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تضمين مبادئ الإسعافات الأولية في المناهج المدرسية.
شملت التوصيات أيضاً دعم قطاع التنمية الصناعية، إذ أوصى المجلس بإجراء دراسات لتعزيز المحتوى المحلي وتحقيق التنمية الصناعية المستدامة، كما ناقش تقرير هيئة تنمية الصادرات السعودية وطلبت اللجنة المختصة وقتاً إضافياً للرد على استفسارات وملاحظات الأعضاء.
وفي قطاع الترفيه تناول أعضاء المجلس التقرير السنوي للهيئة العامة للترفيه، مؤكدين ضرورة توسيع الفعاليات الترفيهية وتوظيف التقنيات الحديثة لقياس رضا الزوار، إضافة إلى دعم الهوية الوطنية في البرامج وتعديل مواعيد فعاليات جدة بما يتناسب مع المناخ.
ناقش المجلس أيضاً تقرير المركز الوطني للتفتيش والرقابة، قبل أن تطلب اللجنة المختصة وقتاً إضافياً لمراجعة التوصيات والملاحظات المقدمة.