
شهد أحد مستشفيات المملكة لقاء غير متوقع بين شقيقتين افترقتا لما يزيد على خمسة وخمسين عامًا، بعد أن فرّقتهما ظروف الحياة وجمعت بينهما الصدفة والتصميم على البحث. القصة تعود إلى امرأة في منتصف الستينات من عمرها، ظلت تبحث عن شقيقتها المفقودة منذ أن كانتا طفلتين، وكانت قد افترقت عنها بسبب زواج والدتهما من رجل ينتمي لقبيلة أخرى، قبل أن تتوفى الأم بعد ولادة الطفلة بثلاثة أشهر، لتعود إلى أهلها ويتولى أهل الأب رعاية الصغيرة.
مرت سنوات طويلة، وتزوجت الأم مرة أخرى وأنجبت أبناء من بينهم صاحبة القصة، التي لم تتوقف يومًا عن محاولة الوصول لشقيقتها رغم الصعوبات الكثيرة التي واجهتها. قبل حوالي سبعة أعوام، تواصلت مع نساء في أحد الأسواق لمعرفة أخبار أختها لكن دون نتيجة، واستمرت بعدها المحاولات دون أن تؤدي إلى النهاية المرجوة.
ذات يوم وبعد قرابة عام من توقفها عن البحث، أخبرتها سيدة التقت بها في السوق أنها التقت بفتاة خلال مناسبة زواج في منطقة بعيدة شمال المملكة تبعد نحو 600 كيلومتر، وأن انطباعًا غريبًا انتابها تجاه تلك الفتاة. تتابعت الأحداث لتأتي المفاجأة داخل أحد المستشفيات، حيث شعرت المرأة بانجذاب واضح نحو مريضة أخرى، وبادرت بسؤالها عن اسمها وقبيلتها، لتكتشف في لحظة مؤثرة أنها تقف أمام أختها الغائبة منذ عقود.
ما إن تأكدت الأختان من هويتيهما حتى تبادلتا العناق وسط مشاعر اختلطت فيها الدموع بالفرح، لتتحول الصدفة إلى بداية علاقة عائلية جديدة امتدت إلى أبنائهما وأسرهما واستمرت المناسبات والتواصل بين جميع أفراد العائلتين.
عبدالله المخيلد الذي روى تفاصيل القصة، سلّط الضوء على أهمية الحفاظ على صلة الرحم وضرورة عدم التفريط في العلاقات الأسرية، مؤكدًا على فضل الله وكرمه في جمع الشمل، ومشيرًا إلى أن الأعمال الصالحة وصلة المحبة بين الأقارب تظل باقية وتثري حياة الأفراد.