
بولندا تستقطب الأنظار كوجهة سياحية متكاملة في قلب أوروبا تجمع بين المقومات الطبيعية الخلابة والتاريخ الغني والثقافة الأصيلة، إلى جانب الأسعار المناسبة مقارنة بالعديد من الوجهات الأوروبية المعروفة. السفير البولندي لدى المملكة السيد روبرت روستك، أوضح أن بلاده ترحب بالسياح من دول الخليج العربي وتولي أهمية متزايدة لهذا السوق، مشيراً إلى مبادرات مستمرة لتسهيل الإجراءات وتطوير الخدمات السياحية بما يمنح الزائر الخليجي تجربة فريدة ومريحة وآمنة.
من أبرز السمات التي تقدمها بولندا للسياح من مختلف أنحاء العالم هو قدرتها على المزج بين الحداثة في البنية التحتية والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي. التنمية السياحية في البلاد تحافظ على التوازن بين تطوير المرافق الحديثة وصون الأصالة المعمارية والطبيعة، وهو ما أسهم في زيادة إقبال الزوار الباحثين عن وجهات جديدة بعيدا عن الازدحام والأسعار المرتفعة.
تشهد السنوات الماضية جهودا مكثفة من الجهات البولندية المختصة للترويج لمناطق سياحية حديثة وأخرى ما تزال مجهولة لكثير من المسافرين، مثل منطقة بودلاسكي التي تشتهر بطبيعتها الساحرة، ومنطقة مازوري المعروفة ببحيراتها، فضلاً عن تشيخوتين التي تزدهر بالمنتجعات الصحية، في حين تحافظ مدن مثل وارسو وكراكوف وجدانسك على جاذبيتها التقليدية.
السياح القادمين من دول الخليج يحظون باهتمام خاص حيث جرى توفير تسهيلات عديدة على مستوى التأشيرات وأسعار الخدمات والمبادرات التسويقية الموجهة لهم، وقد أصبح الحصول على تأشيرة شنغن لدخول بولندا أمراً أكثر سهولة خاصة فيما يتعلق بمواطني الإمارات. وهناك خطط رسمية لتبسيط الإجراءات في المستقبل ضمن سياسة الانفتاح السياحي الشاملة.
قطاع السياحة الريفية والطبيعية يحظى بنمو متزايد في بولندا، وهو يلبي احتياجات الزوار من الخليج ممن يفضلون أجواء الاسترخاء والخصوصية بعيداً عن صخب المدن. الحكومة البولندية تدعم هذا التوجه عبر استثمارات مستمرة وتطوير البُنى التحتية لتصبح هذه المناطق خياراً أساسياً ضمن برامج شركات السفر الخليجية.
وفيما يتعلق بالفعاليات، تستضيف بولندا العديد من المهرجانات الثقافية والمعارض الفنية والفعاليات الشعبية، بالإضافة إلى مواسم طبيعية فريدة تجعل منها وجهة مناسبة طوال العام، إذ تتنوع الأجواء والأنشطة بما يناسب مختلف الأذواق.
تسعى بولندا لتطوير التعاون مع دول الخليج العربي بشكل أكبر من خلال الربط الجوي المباشر وإطلاق حملات ترويجية مشتركة وتنظيم فعاليات متنوعة، ضمن استراتيجية لتعزيز السياحة المتبادلة وزيادة أعداد الزوار. تلك الجهود تسهم في الترويج للبلاد كخيار مثالي للمسافرين بغرض الترفيه أو حضور المؤتمرات والفعاليات الدولية.
ترتكز الرؤية البولندية المستقبلية للسياحة على توسيع قاعدة الزوار، والاهتمام بالاستدامة، والانفتاح على أسواق جديدة مع التركيز على القطاع الخليجي بهدف تحويل بولندا إلى وجهة أوروبية رائدة متنوعة المقومات بحلول السنوات الخمس المقبلة.