إنقاذ طاقم سفينة يشتعل فيها النيران قبالة الحديدة بعد هجوم بزوارق مسيّرة

إنقاذ طاقم سفينة يشتعل فيها النيران قبالة الحديدة بعد هجوم بزوارق مسيّرة

شهدت المياه الدولية قبالة السواحل الجنوبية الغربية لليمن حادثاً خطيراً صباح الأحد، حيث تعرضت سفينة تجارية لهجوم عنيف أسفر عن اندلاع حريق على متنها واضطرار طاقمها لمغادرتها. الحادث وقع على بعد 51 ميلاً بحرياً جنوب غرب مدينة الحديدة، ويعد الأول من نوعه في هذا الممر الملاحي الحيوي منذ منتصف أبريل الماضي، ما يسلط الضوء مجدداً على المخاطر الأمنية التي تواجه حركة الشحن العالمية في المنطقة، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية جراء الحرب في غزة والضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران.

تشير المعلومات إلى أن السفينة المستهدفة تُدعى ماجيك سيز، وهي ناقلة بضائع سائبة تملكها شركة يونانية وترفع علم ليبيريا. بدأت الهجمة بإطلاق نار وقذائف صاروخية من ثمانية زوارق صغيرة، تلاها هجوم بأربعة زوارق بحرية مسيَّرة. ووفقاً لما أكدته شركة أمبري للأمن البحري، اصطدمت وحدتان مسيّرتان بجسم السفينة، مما أدى إلى أضرار في الهيكل واشتعال النيران فيها، بسبب تسرب المياه، وتهدد الحمولة.

فريق أمني مسلح كان على متن السفينة حاول صد المهاجمين عبر إطلاق النار، إلا أن طاقم السفينة اضطر لإخلائها لاحقاً. عملية الإنقاذ تمت عبر سفينة تجارية أخرى كانت تمر بالقرب من الموقع، حيث تمكن الطاقم من النجاة من الحادث المأساوي.

خبراء أمبري أشاروا إلى أن نمط الاعتداء وتفاصيله تحمل بصمات جماعة الحوثي، رغم عدم تبني أي جهة مسؤولية الهجوم رسمياً حتى الآن. وأكدت الشركة كذلك أن مواصفات السفينة المستهدفة تتطابق مع السفن التي سبق لجماعة الحوثي إعلان استهدافها، خصوصاً تلك المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة.

يذكر أن منطقة البحر الأحمر شهدت منذ نوفمبر 2023 أكثر من 100 عملية هجوم استهدفت ناقلات وسفن شحن، أسفرت عن إغراق سفينتين، والاستيلاء على سفينة ثالثة، ومقتل ما لا يقل عن أربعة بحارة. هذه الهجمات أدت إلى اضطراب واسع في قطاع النقل البحري، تزامناً مع رد الولايات المتحدة بشن غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع الحوثيين هذا العام.

وكانت الإدارة الأميركية السابقة قد أعلنت في مايو تعليق العمليات الأميركية ضد الحوثيين، عقب اتفاق توسطت فيه سلطنة عمان، تضمن تعهداً بعدم استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. إلا أن التوتر عاد إلى التصاعد، خاصة مع تلويح جماعة الحوثي بالتصعيد في حال تورطت واشنطن في أي عمليات عسكرية إسرائيلية ضد إيران، بعد تعرض منشآت نووية إيرانية لهجمات في يونيو الماضي.