هدنة مرتقبة في غزة تمنح الأمل بترميم الأرواح قبل المساكن المنهارة

هدنة مرتقبة في غزة تمنح الأمل بترميم الأرواح قبل المساكن المنهارة

تشهد غزة حالة من الترقب مع تزايد الأنباء حول قرب التوصل إلى هدنة قد تضع حداً للأوضاع المأساوية التي استمرت لشهور طويلة من القصف والنزوح والمعاناة. يعيش السكان وسط جو من الأمل الحذر، حيث بدأت تظهر ملامح التفاؤل على وجوه النازحين في مناطق غرب خان يونس، خاصة في منطقة المواصي، مترقبين إعلان وقف إطلاق نار يعيد لهم الإحساس بالأمان ويمنحهم بداية جديدة نحو الاستقرار.

تزداد التطلعات بين أبناء غزة لرؤية هدنة تتيح دخول المساعدات الإنسانية وتوفر فرصة لإعادة بناء حياتهم، بعد أن اضطر آلاف الأشخاص لمغادرة منازلهم منذ أكثر من عشرين شهراً. هؤلاء النازحون يبحثون اليوم عن لحظة هدوء تمنحهم القدرة على ترميم شتات أرواحهم وإعادة ترتيب أولوياتهم، حتى قبل التفكير في إعادة إعمار البيوت المنهارة.

رهف أبو خاطر، الطفلة البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما والمهجّرة من بلدة بني سهيلا، احتفظت بمفتاح غرفتها رغم علمها أن بيتها قد دُمّر، ولم تتخل عن حلم العودة للدراسة بعد غياب دام عامين كاملين. بينما ينتظر ابن عمها محمد الهدنة كي تتمكن والدته المصابة من السفر للعلاج، معبرا عن معاناته بفقدان وجودها بقربه واشتياقه لعودتها إلى حياتهم اليومية.

بركات أبو دقة، البالغ من العمر تسعة وخمسين عاما والنازح عن أرضه في الفراحين بعد أن صارت ركاماً، يعبر عن رغبته الملحة في العودة رغم الدمار الذي لحق بممتلكاته. يبقى جميع الغزيين متعلقين بأمل قريب يضع حداً للمعاناة ويمنحهم متنفساً نفسياً قبل البدء في إعادة إعمار مساكنهم.

ترتقب الأسر في قطاع غزة ما تحمله الساعات المقبلة، بين رجاء بانتهاء كابوس النزوح وفقدان الأهل أو انتظار جولة جديدة من الحزن، إلا أن الأمل يظل متشبثاً في قلوب كثيرين ممن فقدوا كل شيء تقريباً ولم يتبق لهم سوى الحلم بعودة الحياة والأمان.