
شهد مركز علاج العقم والمساعدة على الإنجاب التابع لمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي تطوراً مهماً في مجال تقديم الخدمات الطبية، إذ وفّر مؤخراً جهاز حث التخصيب الكهربائي Piezoelectric Stimulation كواحد من أحدث الحلول الطبية لتعزيز فرص نجاح عمليات الحقن المجهري، خاصة للحالات التي تعاني من تكرار فشل التخصيب بسبب ضعف البويضات أو الحيوانات المنوية. يعتمد الجهاز على تقنيات متطورة لتنشيط البويضة وحثها على الانقسام خلال المراحل الأولى من تكوين الجنين، الأمر الذي يساهم في رفع نسب الإخصاب خاصة في الظروف التي تعجز فيها البويضة عن التخصيب الطبيعي نتيجة لعوامل تتعلق بها أو بالحيوانات المنوية، مثل متلازمة الرأس المستدير أو قصور الأهداب.
وحول تفاصيل التقنية الجديدة، أوضح الأستاذ الدكتور نايف الهذال استشاري المسالك البولية والذكورة أن الحث الكهربائي يرتكز على التفاعل بين التحفيز الكهربائي والكيميائي، وتمت الإشادة بهذه الطريقة بعد إخضاعها للعديد من الدراسات العلمية والتجارب التي أثبتت أمانها وفعاليتها في تحسين نتائج الإخصاب. وأشار الهذال إلى أن الجهاز يتم استخدامه أيضاً في تقنية الروزي، التي توسّع الخيارات العلاجية للمرضى الذين يعانون من حالات انعدام الحيوانات المنوية، حيث أن الاعتماد على الطلائع المنوية في هذه التقنية قد يمثل بادرة أمل للحالات المستعصية.
كما شدد الهذال على أن هذا التطوير يأتي ضمن استراتيجية المستشفى المستمرة لتوفير أفضل مستوى من الخدمات الطبية والتكنولوجية، عبر دمج الخبرات الطبية مع الحلول التقنية الحديثة لتحقيق رعاية صحية عالية الجودة للمراجعين.
من ناحيتها، أوضحت الدكتورة نوف الأسمري استشارية النساء والولادة وعلاج العقم أن المركز يقدّم مجموعة متكاملة من الخدمات الطبية المتقدمة اعتماداً على خبرة واسعة ومتراكمة في التعامل مع حالات تأخر الإنجاب، والإجهاض المتكرر، بالإضافة إلى علاج المشكلات مثل تكيس المبايض والدوالي وغيرها. كما يتيح المركز خدمة اختبار الأجنة وراثياً قبل الحمل بهدف اختيار الأنسب والأكثر سلامة صحية.
ويحتوي المركز على مختبرات متطورة مزودة بتقنيات مثل أجهزة الحقن المجهري لضعف عدد الحيوانات المنوية وأجهزة الليزر الخاصة بمعالجة سمك جدار الأجنة. إضافة إلى ذلك، توجد أجهزة متخصصة لحفظ الحيوانات المنوية المستخلصة من أنسجة الخصية بغرض استخدامها في محاولات لاحقة.
ويتمتع المركز بوجود حاضنات ذكية ترفع نسب النجاح في الحمل والإنجاب إلى ما يقارب خمسة وخمسين بالمئة. توفر هذه الحاضنات بفضل تقنياتها المتقدمة بيئة مثالية لانقسامات الأجنة، ومزودة بأنظمة تصوير حديثة تتيح مراقبة تطوّر الأجنة عن قرب، وتسهّل عملية اختيار الأفضل منها للزرع في الرحم.