
أنهى نادي الهلال السعودي مشاركته في نسخة تاريخية من كأس العالم للأندية بالنظام الجديد بمشاركة 32 فريقاً، بعدما اصطدم فريق العاصمة بظروف صعبة أبعدته عن النهائيات رغم العروض القوية التي قدمها. فقد خرج الهلال من دور الثمانية إثر خسارته أمام فلومينيسي البرازيلي، بطل ليبرتادوريس، في مباراة اتسمت بالندية الشديدة وشهدت الكثير من الجدل حول قرارات التحكيم. جماهير الهلال كانت تأمل في مشاهدة فريقها في النهائي، خاصة بعد أن لفتت انتباه وسائل الإعلام العالمية بحديثها عن مستوى الفريق ووضعه بين كبار الأندية العالمية، وهو ما يعكس حجم الأداء الذي قدّمه خلال البطولة.
الآمال العريضة التي حملتها الجماهير اصطدمت بإصابات متعددة طالت عدداً من اللاعبين الأساسيين قبل المواجهة الحاسمة، لتُجبر الجهاز الفني على تعديل التشكيلة وحرمت الفريق من الاستفادة من أبرز عناصره في بداية اللقاء، فيما تأثر نجوم الفريق البرتغاليون بحادث وفاة صديق مقرب منهم قبيل المباراة، الأمر الذي انعكس على الحالة الذهنية للاعبين.
الهلال أظهر حجم قوته منذ الأدوار الأولى، حيث أطاح بمانشستر سيتي برباعية تاريخية في دور الستة عشر، ليوقف قطار بطل دوري أبطال أوروبا ويصبح محط إعجاب المحللين العالميين، فيما أكد قدرته على مجاراة كبار أوروبا بمواجهة قوية مع ريال مدريد، حامل الرقم القياسي للبطولة، ليترك انطباعاً قوياً بأنه خصم لا يستهان به وأن وجوده لم يكن لمجرد المشاركة فقط.
ومع حلول الأمتار الأخيرة، تراجع زخم الفريق الهجومي في الشوط الثاني نتيجة ضعف دكة البدلاء وعدم توفر أسماء قادرة على تعويض الغيابات، خاصة مع غياب صفقات حاسمة يمكن أن تصنع الفارق في مثل هذه الأوقات، وهو ما أعطى الأفضلية للخصم رغم اقتراب الهلال من التسجيل حتى اللحظات الأخيرة.
التحكيم كان حاضراً بقوة في مجريات اللقاء، إذ اعترض لاعبو الهلال وجهازه الفني على تجاهل احتساب ضربتي جزاء واضحتين، وسط موجة احتجاجات كبيرة داخل الملعب ومطالبات باستخدام تقنية الفيديو في إحدى الحالتين، الأمر الذي أشعل الانتقادات حيال أداء الطاقم التحكيمي واعتبره البعض سبباً رئيسياً في خروج الهلال من المنافسة.
ورغم هذه المعوقات، خرج الهلال السعودي برأس مرفوع من البطولة، بعدما أثبت نفسه بين القارات الكبيرة وفرض اسمه كفريق اعتاد تجاوز التوقعات وقادر على مقارعة أبطال أوروبا وأمريكا الجنوبية. ومع نهاية المشاركة ظل الفريق محافظاً على صورته كأحد أفضل الأندية التي لعبت في نسخة كأس العالم للأندية 2025، بعدما نقش اسمه بين أقوى فرق البطولة وأكد مكانته على الساحة الدولية.