
نجح الهلال في تحقيق إنجاز تاريخي بإطاحته مانشستر سيتي، بطل أوروبا، من دور الستة عشر لكأس العالم للأندية 2025 بعد انتصار مثير بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة، في مباراة استمرت 120 دقيقة وأدخلت البهجة على جماهير السعودية والعالم العربي. هذا الفوز الاستثنائي وضع الهلال أمام تحد جديد يتمثل في مواجهة فلومينينسي البرازيلي في الدور ربع النهائي، لكن الفريق يواجه في الوقت ذاته مجموعة من العقبات التي تهدد فرصه في مواصلة المشوار نحو اللقب.
غيابات مؤثرة تلقى بظلالها على تحضيرات الهلال للمباراة المنتظرة ضد فلومينينسي، إذ يستمر غياب سالم الدوسري أحد أبرز اللاعبين العرب والهدافين في صفوف الهلال، إضافة إلى استمرار ابتعاد المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش عن المشاركة لعدم الجاهزية، وكذلك عدم وضوح موقف المدافع حسان تمبكتي الذي لم يظهر أمام مانشستر سيتي بسبب إصابة في الركبة. هذه الظروف تؤثر سلباً على تشكيل الفريق وتمنح المدرب سيموني إنزاغي خيارات محدودة.
في المقابل، فإن فلومينينسي البرازيلي يبرز كواحد من أقوى المنافسين، فبعد نجاحه في إقصاء وصيف أوروبا إنتر ميلان بهدفيْن نظيفيْن، أظهر أنه يمتلك قدرات تكتيكية عالية وصلابة دفاعية استثنائية، ما يجعله منافساً عسيراً لأي فريق. مواجهة الهلال مع فريق بهذا المستوى قد تتطلب جاهزية قصوى وتركيزاً عالياً في كل تفاصيل اللقاء.
عامل الإرهاق يطارد الهلال بعد سلسلة من المباريات القوية، إذ لعب الفريق أربع مباريات في أسبوعين، وكانت المواجهة أمام مانشستر سيتي شاقة للغاية وامتدت إلى شوطين إضافيين، مما تسبب في إجهاد بدني واضح. المدرب إنزاغي أشار إلى معاناة اللاعبين من التعب، خاصة مع توفر فرصة ثلاثة أيام فقط للاستعداد البدني قبل لقاء فلومينينسي الذي يعرف بقوته البدنية وخطورته المستمرة طوال المباراة.
خطر الاستهانة بالإنجاز الذي تحقق أمام مانشستر سيتي يلوح أيضاً في الأفق؛ فقد يسبب شعور اللاعبين بالاكتفاء أن يتراجع التركيز ويقل الحافز مع اعتبار الوصول إلى ربع النهائي وإقصاء فريق بقيمة السيتي إنجازاً نهائياً، وهو ما يشكل عقبة نفسية خطيرة في البطولات الكبرى.
الطريق إلى نهائي البطولة يبدو، من الناحية النظرية، أقصر بالنسبة للهلال بعد خروج عدد من الأندية الأوروبية العملاقة مثل ريال مدريد وبايرن ميونخ وباريس سان جيرمان، حيث يعتبر تشيلسي هو المنافس الأبرز في نصف النهائي رغم أنه يمر بفترة ليست الأفضل، غير أن التفكير في المباراة النهائية قبل حسم مواجهة فلومينينسي قد يكون خطأ مكلفاً، فالخطوة الحالية هي الأهم لضمان استمرارية الحلم.