حقق جناح المملكة العربية السعودية في معرض إكسبو 2025 أوساكا باليابان حضوراً استثنائياً بعد شهرين فقط من انطلاق فعالياته، حيث استقطب أكثر من مليون زائر منذ افتتاحه في الثالث عشر من أبريل. تجاوز عدد الفعاليات المقامة داخله وخارجه حتى الآن ألف فعالية، ما يؤكد مكانته المتنامية في استقطاب الأنظار العالمية، خاصة مع توافد المهتمين من مختلف الجنسيات للاطلاع على المحتوى الثقافي والابتكاري الذي يقدمه الجناح السعودي.
السفير السعودي لدى اليابان والمفوّض العام للجناح الدكتور غازي بن فيصل بن زقر أشار إلى أن هذا الإقبال الكبير يعكس الاهتمام العالمي بالسعودية الجديدة، التي تجمع بين الأصالة والتقدم، ويعبّر عن النجاح في الوصول برسالة المملكة الثقافية والاقتصادية للجمهور الدولي. وأضاف أن الجناح يطمح لبلوغ رقم جديد في عدد الزوار خلال الأشهر المقبلة، مؤكداً استمرار الجهود لإلهام الزوار وتعزيز الأثر الثقافي.
ويأتي تميز الحضور السعودي في إكسبو أوساكا بالتزامن مع احتفالات مرور سبعين عاماً على انطلاق العلاقات بين السعودية واليابان، ما يضفي طابعاً خاصاً على المشاركة هذا العام، في ظل العلاقة المتنامية بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتقنية والثقافة، إذ يعد الجناح منصة تعزز الحوار والانفتاح.
الجناح السعودي هو ثاني أكبر الأجنحة في المعرض بعد اليابان، وتم تصميمه بحجر سعودي خفيف الوزن يمنح المبنى طابعاً معمارياً مبتكراً يمزج بين الهوية الوطنية وابتكارات الهندسة الحديثة. زوار الجناح يخوضون تجربة تفاعلية من خلال سبع غرف وصالات عرض متعددة تسلط الضوء على ملامح المدن السعودية، وتتيح لهم الانخراط في أجواء واقعية تعكس التطور والتنمية.
أكثر من سبعمائة فعالية نظمت ضمن البرنامج الداخلي للمعرض، وتشمل عروضاً حية للفنون السعودية التقليدية، عروضاً تكنولوجية تعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي، إضافة إلى فعاليات ترفيهية وبرامج تعليمية تسلط الضوء على إنجازات المملكة الثقافية والمعرفية. ومن الأنشطة البارزة عروض أهلًا وسهلًا وتجربة نحن المملكة العربية السعودية وفعالية عالم النباتات التي تستخدم تقنيات الواقع المعزز.
الجناح يحتفي كذلك باليوم الوطني السعودي في الثالث والعشرين من سبتمبر، إذ يجري الإعداد لاحتفال ضخم يروي قصص الوحدة الوطنية ويبرز الإنجازات التنموية، كما يضم عروضاً موسيقية متنوعة ضمن الاستوديوهات الثقافية.
الاهتمام الدولي لم يقتصر على الزوار فحسب، فقد حصد الجناح السعودي مؤخراً الجائزة الذهبية من جوائز نيويورك للتصميم المعماري لعام 2025، عن فئة العمارة الثقافية للمساحات التفاعلية، تقديراً لتميّز التصميم وإسهاماته في تقديم تجربة غنية وحيوية للزائرين.
تعكس المشاركة في المعرض رؤية المملكة من خلال استعراض مبادرات المدن الذكية وحلول التنمية المستدامة وتمكين الإنسان وقمة الابتكار، ما يعزّز مكانة السعودية كلاعب إقليمي ودولي يسعى للمساهمة في تشكيل مستقبل العالم.
منظمو الجناح يرون أنه ليس مجرد مساحة عرض، بل منصة لتقوية الروابط الثقافية والاقتصادية مع العالم، بالإضافة إلى كونه محطة ترويجية لطموحات الرياض باستضافة معرض إكسبو 2030، المقرر أن يكون بمثابة نقلة نوعية على مستوى التنظيم والمحتوى.
مشاركة السعودية في إكسبو أوساكا تحظى باهتمام مجتمعي ورسمي عريض، إذ تعتبر فرصة استراتيجية لإبراز التحولات المجتمعية الشاملة التي تشهدها البلاد ضمن مستهدفات رؤية 2030، وسط طموحات بتجربة غير نمطية تدعم الحضور السعودي على الساحة الدولية لسنوات عديدة قادمة.
