الذكريات الحزينة والتفكير السلبي.. خبراء يكشفون خطوات بسيطة لحياة أكثر إيجابية

الذكريات الحزينة والتفكير السلبي.. خبراء يكشفون خطوات بسيطة لحياة أكثر إيجابية
الذكريات الحزينة والتفكير السلبي.. خبراء يكشفون خطوات بسيطة لحياة أكثر إيجابية

أوضح استشاري نفسي أن ميل بعض الأشخاص المستمر لاستدعاء الذكريات المؤلمة والشعور بالكآبة ليس قدرًا محتومًا بل قد يكون نمطًا سلوكيًا مكتسبًا يمكن تغييره. فالحياة بطبيعتها تحمل جوانب مشرقة وأخرى مظلمة لكن البعض يختار بوعي أو بغير وعي التركيز على الجانب السلبي فقط وكأنه العدسة الوحيدة التي يرون بها العالم.

وأشار الخبير إلى أن هذا الانجذاب نحو الحزن قد يتكون نتيجة عوامل متعددة منها النشأة في بيئة يغلب عليها التشكي والتذمر أو التعرض لصدمات نفسية في مرحلة الطفولة تترك بصماتها العميقة. فالعقل البشري يميل بشكل طبيعي لتذكر التجارب السلبية كآلية دفاعية لحماية النفس من المخاطر المستقبلية ومع الوقت يتحول هذا الميل الدفاعي إلى عادة ذهنية راسخة تجعل الشخص يرى السحب حتى في السماء الصافية.

ويثبت علم النفس الحديث أن المشاعر ليست مجرد ردود أفعال عابرة بل هي مسارات عصبية تترسخ في الدماغ مع التكرار. فعندما يسمح الشخص لنفسه بالغرق في أحزانه بشكل متكرر فإنه يقوي هذه المسارات العصبية مما يجعل الوصول إلى الشعور بالحزن أسهل وأسرع من البحث عن الفرح. لكن الخبر الجيد يكمن في قدرة الدماغ المدهشة على إعادة تشكيل نفسه وهي الظاهرة المعروفة بالمرونة العصبية التي تمنحنا فرصة حقيقية لبناء مسارات جديدة تقودنا نحو التفاؤل والسكينة.

وللتحرر من هذه العادة الذهنية يتطلب الأمر ممارسة يومية ووعيًا ذاتيًا. تبدأ هذه الرحلة بمراقبة الأفكار ومحاولة التقاط لحظة الانجذاب نحو الحزن قبل أن تسيطر على المشاعر وطرح سؤال جوهري على النفس هل هذا الشعور يعكس الواقع الحالي أم أنه مجرد صدى لعادة قديمة؟ كما أن ممارسة الامتنان وتدوين الأشياء البسيطة التي نشعر بالعرفان لوجودها في حياتنا تساعد على تحويل تركيز العقل نحو الإيجابيات.

وينصح الخبراء أيضًا بضرورة تغيير البيئة المحيطة والابتعاد قدر الإمكان عن مصادر الطاقة السلبية سواء كانوا أشخاصًا دائمي الشكوى أو محتوى يغذي القلق والتشاؤم والاقتراب من كل ما يبث الأمل والتفاؤل. ولا يمكن إغفال دور النشاط البدني حيث إن تحريك الجسد بانتظام يحفز الدماغ على إفراز مواد كيميائية مسؤولة عن تحسين المزاج والشعور بالسعادة.

إن التعامل مع الحزن لا يعني قمعه أو إنكاره بل النظر إليه كرسالة تحتاج إلى فهم واستيعاب ثم اتخاذ قرار واعٍ بالتحرك نحو الضوء. فالسعادة ليست ضربة حظ أو حالة طقس جيدة تأتي فجأة بل هي نتاج جهد شخصي دؤوب تتطلب أن نكافح من أجلها ونصر على تحقيقها وأحيانًا قد يتطلب الأمر السفر بعيدًا للعثور عليها لكنها في جوهرها قرار واختيار والتزام ذاتي.