نزول الحضانة لأول مرة.. نصائح ذهبية لإنهاء أزمة البكاء الصباحي لطفلك

نزول الحضانة لأول مرة.. نصائح ذهبية لإنهاء أزمة البكاء الصباحي لطفلك
نزول الحضانة لأول مرة.. نصائح ذهبية لإنهاء أزمة البكاء الصباحي لطفلك

مع انطلاق العام الدراسي الجديد تستعد الكثير من الأسر لتسجيل أطفالها في الحضانة لأول مرة وهي خطوة تأسيسية مهمة في مسارهم التعليمي وتنمية مهاراتهم الاجتماعية. إلا أن هذا التحول الكبير غالبًا ما يكون مصحوبًا بقلق الأمهات وتحدي بكاء الأطفال ورفضهم الانفصال عن المنزل وبيئتهم المألوفة.

وتقدم بسمة سليم الاختصاصية في علم النفس وتعديل السلوك مجموعة من الحلول العملية التي تساعد على تهيئة الطفل نفسيًا وجسديًا لهذه المرحلة الجديدة. وتؤكد على أهمية التحضير المسبق الذي يبدأ من المنزل عبر الحديث الإيجابي والمستمر عن الحضانة بوصفها مكانًا ممتعًا مليئًا بالألعاب والأصدقاء الجدد والأنشطة المسلية. هذا الحوار يبني لدى الطفل صورة ذهنية إيجابية ويحول شعوره من الخوف إلى الترقب والحماس.

كما تلعب الزيارات التمهيدية للحضانة قبل بدء الدراسة دورًا محوريًا في كسر حاجز الرهبة لدى الصغار. فاصطحاب الطفل للتعرف على المكان ومشاهدة الفصول والحدائق ومقابلة المعلمات والمعلمين يجعله يشعر بالألفة والطمأنينة ويقلل من صدمة اليوم الأول. ولتعزيز هذا الشعور الإيجابي يُنصح بالسماح للطفل بالمشاركة في اختيار أدواته المدرسية وحقيبته وألوانه الخاصة مما يمنحه إحساسًا بالملكية والانتماء للمرحلة الجديدة.

إلى جانب التهيئة النفسية يجب التركيز على تدريب الطفل على مهارات الاعتماد على الذات التي ستساعده على التكيف سريعًا. ويشمل ذلك تعويده في المنزل على استخدام صندوق الطعام وتناول وجباته بمفرده وارتداء حذائه والاهتمام بمقتنياته الشخصية. ومن الضروري أيضًا تعليمه أسس الخصوصية الجسدية وكيفية حماية نفسه لضمان سلامته في بيئته الجديدة.

ويُعد تنظيم روتين النوم من الخطوات الأساسية التي لا يجب إغفالها حيث إن اعتياد الطفل على النوم المبكر قبل أسبوعين على الأقل من بدء الحضانة يضمن استيقاظه بنشاط وحيوية ويحد من محاولاته للتهرب من الذهاب صباحًا بحجة النعاس. الطفل الذي يحصل على قسط كافٍ من الراحة يكون أكثر هدوءًا واستعدادًا لتلقي المعلومات والتفاعل مع أقرانه.

إن تجربة الانفصال التدريجي قبل الالتحاق بالحضانة تعد تمرينًا فعالًا لبناء استقلالية الطفل. يمكن تحقيق ذلك من خلال تركه لفترات زمنية قصيرة مع أحد الأقارب الموثوقين كالجدة أو في أماكن اللعب المخصصة للأطفال تحت إشراف متخصصين. هذه التجارب تعلمه أن ابتعاد الأم مؤقت وأنها ستعود دائمًا مما يقلل من قلقه عند تركه في الحضانة.

وفي لحظة الوداع اليومية يقع على الأم العبء الأكبر في إظهار الثقة والهدوء لأن مشاعرها تنتقل مباشرة إلى طفلها. فإذا كانت هادئة ومبتسمة سيشعر الطفل بالأمان أما إذا أظهرت القلق والتردد فسيزداد تعلقه بها وخوفه. لذلك يجب أن يكون الوداع حاسمًا ومفعمًا بالحب كمنحه حضنًا دافئًا وقبلة سريعة مع وعد بالعودة لاصطحابه في وقت محدد مما يغذي لديه الأمان العاطفي.

لا تنتهي المهمة بمجرد انتهاء اليوم الدراسي بل تمتد إلى ما بعده. ففتح حوار بسيط مع الطفل بعد عودته وسؤاله عن يومه وأصدقائه وما تعلمه يقوي الرابطة بينكما ويمنحك فهمًا أعمق لتجربته. ويجب أن يقترن ذلك بتواصل مستمر مع المعلمات في الحضانة لمتابعة سلوك الطفل وملاحظة أي تغيرات قد تطرأ عليه والتعاون معًا لمعالجتها بشكل مبكر.