
شهد التاريخ الإنساني ابتكارات عظيمة غيرت مجرى الحياة لكن في قلب المنزل والمطبخ تحديدًا ظهرت اختراعات بسيطة سبقت عصرها بفضل أفكارها المبتكرة وقدرتها على تحويل المهام اليومية إلى تجربة أسهل وأكثر إمتاعًا وتكشف هذه الأدوات القديمة عن سعي الإنسان الدائم نحو الكفاءة والرفاهية حتى في أبسط تفاصيل حياته.
في ستينيات القرن الماضي أحدثت أداة تقطيع الخضراوات Veg-O-Matic ضجة كبيرة لم تكن مجرد أداة بل كانت ظاهرة تسويقية بامتياز حيث غزت شاشات التلفزيون بشعارها الشهير إنها تقطع إنها تفرم ورغم أن السكاكين التقليدية كانت تقوم بنفس الوظيفة إلا أن تصميمها متعدد الاستخدامات وسهولة عملها جعلها قطعة أساسية في مطابخ ربات البيوت وجذبت انتباه الجميع بقدرتها على تسهيل إعداد الطعام.
وقبل ذلك في عشرينيات القرن الماضي كانت زجاجة صنع الصودا رمزًا للأناقة والفخامة في الحفلات المنزلية لم تكن مجرد زجاجة معدنية مضغوطة لصنع المياه الغازية بل كانت قطعة تضفي لمسة من الرقي على المناسبات الاجتماعية وامتلاكها كان دليلاً على الانتماء لطبقة اجتماعية راقية في ذلك الزمن حيث كان تقديم المشروبات الفوارة مباشرة من هذه الزجاجة يعتبر منتهى التميز.
وفي ثلاثينيات القرن العشرين ظهر تصميم فريد لماكينة صنع القهوة بالبخار كان شكلها يشبه الأجهزة الموجودة في مختبر علمي أكثر من كونه أداة مطبخية اعتمدت على آلية فيزيائية دقيقة حيث يتم تسخين الماء في الجزء السفلي ليتحول إلى بخار يدفعه الضغط عبر أنبوب ضيق إلى الجزء العلوي ليمتزج مع مسحوق القهوة وبعد التبريد يتكون فراغ يسحب القهوة المفلترة بقوة إلى الأسفل مجددًا وكانت هذه الطريقة المبتكرة تنتج فنجان قهوة قوي النكهة وتعكس الشغف القديم بالوصول إلى المذاق المثالي.
يعود بنا الزمن إلى عام 1903 مع ابتكار ميكانيكي عبقري وهو مقشرة ومفرغة التفاح التي كانت تعمل بآلية تروس معقدة تقوم بثلاث مهام في حركة واحدة تزيل القشر وتفرغ التفاحة من البذور وتقطعها إلى شرائح حلزونية متصلة كانت هذه الأداة لا غنى عنها لتحضير فطائر التفاح والمربيات بكفاءة عالية كما استخدمت أيضًا لتقشير البطاطس بسرعة فائقة وكان شكل شرائح التفاح الحلزوني يثير إعجاب الأطفال ويجعل تناول الفاكهة أكثر متعة.