
يقف العالم على أعتاب عام 2025 وهو يواجه حقيقة مرة تتمثل في اقتراب عدد من الكائنات الحية من حافة الانقراض النهائي. من الغابات المطيرة إلى السواحل الدافئة والصحاري الشاسعة تخوض أنواع فريدة معركة بقاء شرسة ضد تهديدات متزايدة تشمل تغير المناخ والصيد الجائر وتدمير مواطنها الطبيعية وسط سباق دولي مع الزمن لإنقاذها.
من بين هذه الكائنات تبرز سلحفاة السهوب التي تحمل تاريخا فريدا فهي أول سلحفاة صعدت إلى القمر لكن شهرتها الفضائية لم تحمها على الأرض. تواجه اليوم هذه السلحفاة التي تقطن الصحاري الآسيوية خطر الزوال بسبب تفاقم الاتجار غير المشروع بها مما دفع المنظمات المعنية إلى إطلاق برامج بحثية ومراقبة مكثفة لفهم أسباب تراجع أعدادها وإعادة تقييم وضعها ضمن قوائم الكائنات المهددة بالانقراض.
وفي مناطق محدودة من وسط فيتنام يصارع قرد الدوك لانجور رمادي السيقان من أجل البقاء مصنفا كواحد من أندر أنواع الرئيسيات في العالم. ورغم اكتشاف مجموعات جديدة منه مؤخرا فإن التهديدات المتمثلة في إزالة الغابات والصيد الجائر لا تزال قائمة مما يستدعي جهودا حثيثة لتأمين حماية رسمية لمناطق وجوده التي تعد ملاذه الأخير.
أما الكلب البري الأفريقي المعروف بمهاراته الاستثنائية في الصيد وطبيعته الاجتماعية فيواجه هو الآخر شبح الانقراض. يعود السبب الرئيسي في ذلك إلى تجزئة مواطنه الطبيعية وانتشار الأمراض التي فتكت بأعداده. وتشير الدلائل المستقاة من الكاميرات المنتشرة في البراري النائية إلى أن جنوب السودان قد يمثل آخر معقل حيوي لهذا النوع الفريد.
وفي القارة الأوروبية يعد حيوان المنك الأوروبي أحد أكثر الثدييات المهددة بالخطر حيث شهدت أعداده تراجعا كارثيا. ولم يقتصر الأمر على الصيد وفقدان المواطن الطبيعية بل تفاقمت أزمته مع إدخال المنك الأمريكي المنافس الشرس إلى بيئته في ثلاثينيات القرن الماضي. وتتركز جهود الحماية الآن على تتبع أثره في جبال الكاربات والعمل على استعادة مواطنه المائية باعتبارها خط الدفاع الأخير لبقائه.
وعلى الرغم من اسمه المضلل فإن الدجاج الجبلي ليس طائرا بل هو نوع من الضفادع العملاقة التي كانت تجوب عدة جزر كاريبية. اليوم أصبح وجوده مقتصرا على جزيرة دومينيكا وأجزاء قليلة من مونتسيرات بعد أن دفع به الصيد الجائر وتدمير بيئته والتغيرات المناخية إلى حافة الاندثار. وتعمل برامج إنقاذ محلية على حمايته وإعادة توطينه في محاولة يائسة لإنقاذه.
وفي أعماق الغابات الجبلية بتنزانيا تعيش حرباء الأقزام الشوكية وهي واحدة من أصغر الزواحف حجما وأكثرها ندرة على الإطلاق. يتربص بها خطر مزدوج يتمثل في التوسع الزراعي وقطع الأشجار الذي يدمر موطنها الطبيعي بالإضافة إلى الاتجار غير المشروع بها كحيوان أليف. وتعمل فرق الحماية على مراقبة هذا الكائن الدقيق ووقف عمليات جمعه من البرية حفاظا على التنوع البيولوجي الهش في منطقته.
ويواجه خروف البحر في جزر الأنتيل المعروف بطبيعته اللطيفة والمسالمة مخاطر متزايدة في المياه الساحلية ومصبات الأنهار. ففي محمية كويرو إي سالادو بهندوراس على سبيل المثال تهدد الأنشطة البشرية المتزايدة مواطن هذه الثدييات البحرية وتقلص مصادر غذائها. وتبذل جهود حثيثة لوضع خطة إنقاذ شاملة تهدف إلى حماية بيئته وضمان استمرار وجوده للأجيال القادمة.