قصص إنسانية من رفحاء تجسد الوفاء والعفو وتلهم القيم النبيلة بالمجتمع

قصص إنسانية من رفحاء تجسد الوفاء والعفو وتلهم القيم النبيلة بالمجتمع

شهدت محافظة رفحاء في المملكة العربية السعودية عدداً من المواقف التي رصدت تجليات القيم النبيلة لدى أبنائها، لتبرهن مجدداً أن روح التسامح والكرم والوفاء لا تزال حاضرة في هذا المجتمع. أربعة مشاهد من الحياة اليومية عكست عمق ارتباط المجتمع بالرأفة والإحسان، حيث يتقاسم الناس المواقف الصعبة بروح المروءة ويجسدون أسمى معاني العفو ورد الجميل.

في قرية العجرمية غرب رفحاء، تنازل الشيخ صعفق الرخيص عن مبلغ 350 ألف ريال، كانت تشكل دية متوفى أردني وتكاليف علاج ثلاثة من مرافقيه، وذلك بعد ثلاث سنوات من النزاع القضائي الذي انتهى بحكم يلزم المقيم العربي بالسداد. المبادرة جاءت بعد زيارة ابنته التي قطعت مسافة طويلة لتطلب العفو لوالدها، لينتصر الرخيص لمشاعر الرحمة ويعلن التنازل عن المبلغ كاملاً ابتغاءً للأجر والثواب.

في مشهد آخر حمل دلالة كبيرة على التسامح، بادر المواطن طويرش بن سفاح الشمري إلى إبراء ذمة مقيم مصري توفي إثر مرض السرطان في بلده، حيث أعلن العفو الكامل عن مبلغ 75 ألف ريال سبق واستدانها المقيم منه، وحرص الشمري على أن يبلغ ذوي المتوفى بذلك، داعياً أصحاب الحقوق إلى العفو عن المعسرين والمتوفين خاصة في أوقات الخير.

أما قصة الوفاء التي عبرت الحدود فارتبطت بأربعة أشقاء من الهند عملوا لثلاثة عقود في كنف عائلة الشمري في رفحاء، وحظوا خلالها بتقدير ومودة المجتمع المحلي. وعند عودتهم إلى وطنهم الهند، افتتحوا مشروعاً تجارياً وأطلقوا عليه اسم ذهب رفحاء اعترافاً بما لمسوه من حسن معاملة أهل المحافظة، ليبقى اسم المكان شاهداً على مشاعر الامتنان المتبادلة.

واستمر تجذّر قيم الوفاء في موقف يجمع بين طلب العلم ورد الجميل، حيث لجأ المعلم الأردني محمد عاهد أبو لبن إلى أحد طلابه السابقين يطلب إعانة مالية تبلغ ألف ريال لطباعة كتاب عن اللغة العربية. لكن الطالب ممدوح محمد الشمري نشر الرسالة بين زملائه القدامى، فتعاونوا جميعاً وجمعوا مبلغ 36 ألف ريال، وسافروا إلى الأردن لتسليمه شخصياً لمعلمهم في موقف أثّر في سكان المحافظة، وخلد في ذاكرتهم معنى الوفاء لأهل العلم.

تبرز هذه القصص صورة معبرة عن أصالة أبناء رفحاء، حيث تمتزج شهامة العطاء بقيم التسامح والاعتراف بالجميل، مؤكدة أن أمثلة الكرم وروح المروءة لا تزال حاضرة بقوة في هذه البقعة من شمال المملكة.