شهدت مدينة جدة اليوم جلسة جديدة لمجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وناقش خلالها المجلس حزمة من القرارات والمبادرات الجديدة التي تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الدور السعودي في القضايا الدولية. وتضمنت النقاشات استعراض نتائج المباحثات الثنائية مع رئيس جمهورية إندونيسيا والمسؤولين الألمان، بالإضافة إلى إطلاع الوزراء على آخر المستجدات بشأن علاقات المملكة بعدد من الدول والتطورات في مؤشرات الاقتصاد الرقمي والأمن السيبراني وجهود مكافحة المخدرات.
شدد مجلس الوزراء على أهمية التطوير المستمر للبنية التحتية الرقمية الذكية في المملكة، وأشار إلى أن حصول السعودية على المركز الأول عالميًا في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات يعكس جاذبية بيئة الاستثمار وتنامي الاقتصاد الرقمي المحلي، الذي بلغ حجمه 495 مليار ريال، ويعزز مكانة المملكة كرائدة في المجال التقني.
وأشاد المجلس بما تحقق على صعيد مكافحة المخدرات داخل المملكة، موضحًا استمرار الجهود الأمنية والوقائية وضبط شبكات إجرامية تمتهن الإتجار بمواد مخدرة ومؤثرات عقلية، في سبيل حماية المجتمع من هذه الآفة.
تطرقت الجلسة أيضًا إلى ما تبذله المملكة من جهود لدعم العمل الدولي المشترك، خصوصًا في مجال التعاون والتنسيق مع المنتجين ضمن مجموعة أوبك بلس لضمان استقرار أسواق النفط، إلى جانب إشادة الوزراء بنتائج الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الأعلى السعودي الإندونيسي والذي أسفر عن توقيع اتفاقيات بين عدد من مؤسسات القطاع الخاص في مجالات الطاقة النظيفة والصناعات البتروكيماوية وخدمات الوقود الجوي.
وفي إطار دعم الفئات الأكثر احتياجًا، وافق مجلس الوزراء على قيام بنك التنمية الاجتماعية بإعداد برنامج مخصص لكفالة الفئات التي تحتاج إلى خدماته، ما يتيح لها فرصة الاستفادة من المنتجات التمويلية التي يقدمها البنك وغيره من المؤسسات ذات الصلة.
ورحب المجلس باستضافة السعودية للمؤتمر العام الحادي والعشرين لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو” المقرر عقده في نوفمبر المقبل بالرياض، من أجل تطوير حلول مشتركة للتحديات التي تواجه التصنيع المستدام والابتكار والتحول الرقمي.
من جهة أخرى، ثمّن المجلس تبني مجلس حقوق الإنسان لقرار سعودي لحماية الأطفال في الفضاء الرقمي، استنادًا إلى مبادرة حماية الأطفال في الفضاء السيبراني التي أطلقها ولي العهد، بما يسهم في توفير بيئة رقمية آمنة للأطفال.
وأشار مجلس الوزراء إلى أن المملكة ما زالت تحتفظ بالمرتبة الأولى عالميًا في مؤشرات الأمن السيبراني بحسب تقرير التنافسية العالمية لعام 2025، مؤكداً أن النجاح الذي تحقق في هذا القطاع جاء نتيجة تكامل الجهود لتوطين التقنيات وتعزيز التعاون الدولي في المجال الرقمي.
وضمن جدول أعمال الجلسة، تمت الموافقة على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع دول متعددة، شملت مجالات الكهرباء والزراعة والنقل الحديث والتعاون المالي والصناعي، كما شملت الموافقة على إنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء وتنظيمات تخص تملك غير السعوديين للعقارات بالمملكة، واعتماد نظام جديد للمؤسسة العامة للري.
اطلع المجلس أيضاً على تقارير سنوية لجهات حكومية مثل هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة وهيئة الصحة العامة، ووافق على الحسابات الختامية لتلك الجهات المالية، كما أقر ترقية عدد من الموظفين إلى مراتب عليا في القطاع الحكومي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وهيئة الخبراء والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كما تم اعتماد تدابير إضافية منها تبني السعودية لليوم العالمي للوقاية من الغرق في 25 يوليو من كل عام، والموافقة على توقيع مشاريع اتفاقيات لتعزيز الاستثمار والتعاون مع كل من أوزبكستان وروسيا والأرجنتين وعمان والنمسا وإيطاليا وتشاد وتايلند، ومواصلة تطوير المدن الصناعية ومناطق التقنية بالتعاون مع شركاء دوليين.
