تمكن فريق طبي في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بمدينة الخبر من إنقاذ حياة طفل حديث الولادة، حيث كان يعاني من حالة نادرة وخطيرة تعرف بتسرب الكيلوس الجنيني، والتي تم اكتشافها قبل ولادته. واستعد الفريق الطبي لاستقبال الطفل فور وصوله، وشملت الاستعدادات مشاركة أطباء العناية المركزة للمواليد وأخصائيي التنفس وممرضين مدربين لسرعة التدخل، إذ واجه المولود ضيقاً حاداً في التنفس نتيجة تجمع سائل الكيلوس اللمفاوي في المنطقة المحيطة بالرئة، ما سبب ضغطاً متزايداً على الرئتين والقلب وأدى إلى مخاطر قد تهدد حياة الطفل إذا لم يتم علاجها بشكل عاجل.
الدكتور محمد خليل، استشاري العناية المركزة للمواليد، أوضح أن تسرب الكيلوس يؤدي لفقدان الجسم عناصر أساسية مناعية ومكونات تساعد على منع سيولة الدم، بالإضافة إلى الدهون والأملاح، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالجفاف ومضاعفات صحية أخرى. وأكد أن مواجهة هذه الحالة تتطلب سرعة ودقة في التشخيص والتدخل العلاجي.
وضع الفريق الطبي خطة علاجية شملت مرحلتين، حيث بدأت المرحلة الأولى بجراحة إسعافية عاجلة تم فيها تركيب أنبوب بلاستيكي لسحب السائل الزائد وتخفيف الضغط على الرئتين، مع وضع الطفل على جهاز التنفس الاصطناعي لضمان استقرار الحالة. بعد مرور هذه المرحلة استمر تسرب الكيلوس، ما تطلب الانتقال للمرحلة الثانية المتمثلة بالعلاج الدوائي واستخدام تركيبة حليب خاصة تناسب مثل هذه الحالات، واستمر تطبيق هذه الخطة العلاجية لمدة أسبوع كامل.
بفضل التدخل السريع والمنهجي توقف تسرب الكيلوس بشكل كامل، وتمكن الطاقم الطبي من إزالة أنبوب التصريف وجهاز التنفس الاصطناعي بعد التأكد من تحسن وظائف الأعضاء الحيوية للطفل، ليغادر الطفل المستشفى وهو في حالة صحية جيدة. وأضاف الدكتور خليل أن نجاح الحالة يعكس الإمكانات العالية التي يمتلكها مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في التعامل مع الحالات المعقدة والنادرة باتباع أحدث الأساليب الطبية المتكاملة.
