
مئات العائلات الفلسطينية في غزة تواجه خطر المجاعة يومياً بسبب الحصار والتصعيد العسكري. أمام نقص الإمدادات الغذائية وانعدام الأمن، باتت التكايا القليلة المتبقية في مناطق معينة مثل خان يونس بمثابة الملاذ الأساسي للنازحين من مختلف أنحاء القطاع، حيث يتوافد الناس من الصباح الباكر حاملين أوعية بالية على أمل الحصول على وجبة بسيطة مثل الحساء أو العدس تكفيهم ليوم إضافي من الصمود وسط الدمار المستمر. ساعات طويلة من الانتظار أمام أبواب تلك التكايا وسط اكتظاظ شديد، فيما لا يجد كثيرون أي نوع من الخبز، ويضطرون للعودة إلى عائلاتهم بأيدٍ خالية أغلب الأحيان.
يشير مواطنون إلى معاناة متفاقمة بسبب صعوبة الوصول إلى المواد الأساسية، إذ يقول سلمان أبو رمضان إنه يغادر منزله مع شروق الشمس سعياً للحصول على طبق عدس لأولاده، لكن الازدحام والمخاطر على الطرقات تعرقل جهوده. بينما يشير أنيس الشاعر، الذي شردته الحرب إلى رفح، إلى فشل محاولاته اليومية في الحصول على أي نوع من الإغاثة الغذائية، موضحاً أن أعداد المنتظرين تتجاوز الإمكانيات بشكل كبير، خاصة مع تعرض كثير من مناطق الازدحام لهجمات إسرائيلية متكررة.
المتطوعون داخل التكايا يؤكدون أن الموارد المتوفرة لديهم شحيحة للغاية، وهم يضطرون إلى شراء أي كمية قليلة من البقوليات أو الخضراوات المتبقية في الأسواق المحلية، في مسعى لمواكبة الطلب الكبير من الأسر المعوزة. محمد رباح، أحد العاملين في إحدى التكايا بخان يونس، يشير إلى أن العجز في المواد الغذائية وصل إلى مرحلة حرجة مع تزايد أعداد النازحين بشكل يومي.
من جهتها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا من اقتراب الوضع الإنساني في غزة من حافة الانهيار بشكل كامل، حيث أعلنت أن الطعام والأدوية على وشك النفاد ولا تزال آلاف الشاحنات العالقة عند نقاط الحدود، مطالبة بإدخال المساعدات بشكل عاجل. هذا الواقع يأتي في أعقاب موجة العنف المستمرة منذ أكتوبر 2023، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 194 ألف شخص، فيما تتصاعد التحذيرات من وقوع كارثة غذائية غير مسبوقة في القطاع الذي يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة.