
في معرض إكسبو 2025 في أوساكا، يبرز جناح المملكة العربية السعودية بمبادرات ثقافية لافتة تهدف إلى تعزيز الحوار الفني والحضاري مع الجمهور الياباني والعالمي، حيث توفر المملكة من خلال جناحها مساحات مبتكرة تضم استوديوهين ثقافيين صُمّما لاستضافة أعمال فنية معاصرة تعكس تعدد الفنون الوطنية وتسعى إلى التعريف بالموروث الثقافي السعودي وتطوره، إضافة إلى إتاحة الفرصة للزوار لاكتشاف إبداع الفنانين السعوديين عن قرب.
وقد تم تجهيز هذه المساحات التفاعلية لتكون مراكز نابضة بالحياة تستضيف ورش عمل متخصصة ومعارض فنية وكذلك استوديوهات حية، وترمي جميعها إلى تسليط الضوء على التنوع الذي تتميز به الثقافة السعودية في مجالات الفنون والموسيقى، وتشجيع التبادل الفني مع مختلف الثقافات المشاركة في المعرض العالمي.
منذ انطلاق الجناح في الثالث عشر من أبريل الماضي، استطاعت استوديوهات الموسيقى والفنون البصرية تنظيم أكثر من 115 فعالية تضمنت معارض متنوعة، عروضًا حية وأمسيات فنية، والتي من خلالها تم عرض تراث المملكة وإبداع فنانيها أمام جمهور دولي واسع، مما يعكس صورة مشرقة عن المشهد الثقافي في السعودية.
وضمن الأنشطة التي شهدها الجناح، شارك الفنان راشد الشعشعي والفنانة مريم طارق في إقامة فنية في استوديو الفنون البصرية، حيث أتاح هذا الفضاء للضيوف تتبع مسيرة الإبداع السعودي من الجذور التاريخية وحتى العصر الحديث من خلال أعمال فنية تحمل بصمة فريدة لفنانين محليين وتسرد حكاية التغير الثقافي في المجتمع السعودي.
شارك الشعشعي بمجموعة أعمال تركز على فلسفة الوجود البشري والتغيرات المجتمعية، مع إبراز مراحل التحول والتطور في المملكة باستخدام عناصر ومواد مستمدة من البيئة المحلية ذات دلالات تاريخية وثقافية، مقدماً بذلك رؤية معاصرة تعكس ملامح الهوية الوطنية وتدعم الفهم الأعمق للزوار حول مكونات الثقافة السعودية.
أما الفنانة مريم طارق فقدمت عملاً تركيبياً بعنوان ذكريات في إطارات، استعملت فيه تقنيات متعددة الوسائط وأسلوباً يجمع بين الأنماط الهندسية والألوان الساطعة المستوحاة من العمارة التقليدية والأنماط التراثية لمناطق مثل السودة والبلد، واصطحبت الجمهور في رحلة استكشافية توثق تحولات المملكة من الماضي حتى اليوم بطريقة بصرية جاذبة.
يجدر بالذكر أن جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا، الذي يعد ثاني أكبر جناح بعد الدولة المضيفة اليابان، انطلق في منتصف أبريل ويستمر حتى الثالث عشر من أكتوبر المقبل، ويحتضن أكثر من 700 فعالية تغطي جوانب مختلفة من الثقافة والفن السعودي.