يُعرف طائر الحباك الذهبي، والذي يطلق عليه أيضاً اسم النساج، بمهاراته الاستثنائية في بناء الأعشاش التي يبدع في تصميمها داخل غابات عسير. حيث يوظف هذا الطائر منقاره ومخالبه الصغيرة لنسج أعشاش معقدة ودقيقة من خيوط الأعشاب، لتتدلى أعشاشه بشكل محكم بين الأغصان، وتتحول إلى مشهد طبيعي مميز يجمع بين العبقرية الفطرية وجمال البيئة المحيطة. ويرتبط هذا الطائر بقدرات هندسية فريدة تظهر في كل تفصيلة من تفاصيل عشه الذي يُعد تحفة بيئية بارزة.
يمتاز ذكر الحباك بريش أصفر زاهٍ يغلب على معظم جسمه مصحوباً بوجه يتدرج بين اللونين الأسود والبني، فيما تتسم الأنثى بلون أصفر باهت وتباين واضح في درجات اللون. ويستفيد الحباك الذهبي من بيئة عسير الغنية بالنباتات والمناخ المعتدل، ما يجعله يجد في الغابات الجبلية الكثيفة هناك ملاذاً آمناً يتيح له التكاثر وبناء أعشاشه فوق الأشجار على ارتفاعات متنوعة، إذ تنتشر هذه الأعشاش المدرجة في الفضاء الأخضر مبرزة التناغم بين مظاهر الحياة البرية.
أما من ناحية التغذية، فيعتمد هذا الطائر بشكل أساسي على الحبوب والبذور، وتلجأ بعض أنواعه إلى تناول الفواكه والحشرات أيضاً، ما يعكس التنوع في نظامه الغذائي وقدرته الملحوظة على التكيّف مع العوامل البيئية المختلفة.
لاحظ الراصدون في غابات عسير طريقة الحباك الذهبي في بناء أعشاشه، إذ يبدأ العملية بعمل حلقة من القش المنسوج يثبتها على غصن رفيع، ومن ثم ينتقل إلى نسج إطار العش بخيوط متشابكة تمر بزوايا دقيقة، ليخلق بذلك مأوى آمناً لصغاره. ويحرص دائماً على أن يكون مدخل العش ضيقاً وموجهاً للأسفل بهدف الحماية من الكائنات المفترسة، مشيراً بذلك إلى ذكائه الفطري ودقته العالية في التصميم.
