اقتراب القمر من قلب العقرب اليوم: ظاهرة فلكية مميزة تزين سماء المملكة

اقتراب القمر من قلب العقرب اليوم: ظاهرة فلكية مميزة تزين سماء المملكة

سماء المملكة العربية السعودية والدول العربية ستشهد مساء اليوم حدثاً فلكياً يمكن للجميع متابعته ورصده دون الحاجة إلى معدات متخصصة، حيث يقترب القمر في طور الأحدب المتزايد من النجم الأحمر العملاق المعروف باسم قلب العقرب، الأمر الذي سيمكن سكان المملكة والوطن العربي من مشاهدة منظر لافت يسمح لمحبي الظواهر الفلكية وهواة التصوير بتوثيقه بالعين المجردة أو باستخدام المناظير والكاميرات.

وفقا لما أفاد به رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، فإن القمر يمر حالياً بمرحلة الأحدب المتزايد، أي بعد عدة أيام من مرحلة التربيع الأول وقبل وصوله إلى مرحلة البدر المقرر في العاشر من يوليو. وإضاءة القمر هذه الليلة تبلغ نحو 90 بالمئة من سطحه، الأمر الذي يمنحه إشراقاً عالياً يبرز تضاريسه بوضوح، رغم أن هذه الإضاءة قد تجعل من الصعب مشاهدة بعض النجوم الخافتة المجاورة بسبب وهج القمر القوي.

أما عن نجم قلب العقرب، فيوضح أبو زاهرة أنه الأكثر وضوحاً ولمعاناً بين نجوم كوكبة العقرب. هذا النجم يصنف كعملاق أحمر من الفئة الطيفية M1.5، ويبعد عن الأرض نحو 550 سنة ضوئية، كما أن قطره أكبر من قطر الشمس بأكثر من سبعمئة مرة، ويعد من النجوم المتقدمة في العمر والمرشحة لأن تتحول إلى مستعر أعظم خلال ملايين السنين القادمة.

الظاهرة ستمكن الراصدين من رؤية مشهد واضح في جهة الجنوب، حيث يظهر القمر بجوار قلب العقرب الأحمر في منظر جمالي يجمع بين توهج القمر ووضوح لون النجم الأحمر، وذلك بالعين المجردة أو بمساعدة التلسكوبات والمناظير. ويوضح أبو زاهرة أن ما يراه الناس من اقتراب بين القمر وقلب العقرب هو مجرد ظاهرة بصرية ناجمة عن الاصطفاف من منظور كوكب الأرض، حيث تبقى المسافة الفعلية بينهما شاسعة جداً، إذ لا يبعد القمر عن الأرض سوى حوالي 384 ألف كيلومتر فقط.

من الجدير بالذكر أن هذه الظواهر تعد فرصاً مناسبة لهواة تصوير الفلك، ويوصي المختصون باستخدام الكاميرات الرقمية مع عدسات طويلة وتقنيات التعريض الضوئي المتعددة أو الدمج الرقمي من أجل تقليل تأثير توهج القمر وتوثيق المشهد بوضوح.

يأتي هذا الاقتران ضمن مجموعة من الأحداث التي يتكرر ظهورها مع مرور القمر الشهري عبر مستوى دائرة البروج، حيث يحدث أن يصطف بصرياً مع عدد من النجوم اللامعة. ولا يتطلب رصد هذا المشهد تجهيزات معقدة، بل يكفي اختيار مكان بعيد عن مصادر الإضاءة لملاحظة هذا المشهد الفريد، والذي يستمر من بداية ساعات الليل وحتى حدود منتصفه.