
تمكنت مدربة الرياضة نمشة القعيد من عبور أزمة صحية صعبة بعد إصابتها في العمود الفقري، إذ أصيبت إصابة بالغة جراء سقوطها من السلم، الأمر الذي اضطرها في البداية لاستخدام عصا للمشي. تحدثت القعيد عن تجربتها لوسائل الإعلام موضحة أنها عانت من أعراض شديدة تمثلت في تنميل القدمين، سخونة باطن القدمين وكذلك فقدان التحكم في البول، ما ألزمها التوقف تماماً عن التدريب والابتعاد عن ممارسة أي نشاط رياضي لفترة طويلة. أوضحت المدربة أنها التزمت بالراحة التامة وتناول العلاج لفترة أشهر، وحرصت على اتباع إرشادات الأطباء من أجل تجنب التدخل الجراحي والحد من تفاقم الوضع الصحي.
وأشارت القعيد إلى أن فترة التعافي لم تكن سهلة، خاصة وأنها بدأت بمساندة العصا أثناء المشي واتبعت تمارين بسيطة لتقوية عضلات الحوض مع الامتناع عن رفع الأوزان والابتعاد عن أي مجهود قد يزيد من الضغط على العمود الفقري، فضلاً عن تغيير أوضاع النوم للتقليل من الحمل على الأعصاب. استطاعت تدريجيًا التخلص من الحاجة للعصا واستعادت قدرتها على التنقل بشكل طبيعي بفضل تمسكها بخطة العلاج وتعليمات المتخصصين. خلال ستة أشهر من الاستشفاء، اعتمدت القعيد على نظام غذائي متوازن وصيام متقطع للسيطرة على وزنها، كما اختارت السباحة لكونها مناسبة تمامًا لمصابي إصابات العمود الفقري.
ومع تطور حالتها الصحية عادت المدربة إلى مزاولة الرياضة لكنها التزمت بالحذر الشديد وامتنعت عن رفع الأوزان أو ممارسة تمارين يمكن أن تعرضها للانتكاس. ركزت في المرحلة الأولى على تمارين الكارديو، اليوغا، البيلاتس بالإضافة إلى السباحة. شددت القعيد على ضرورة التوجه إلى الخبراء والمتخصصين عند التعرض للإصابات وعدم اللجوء إلى وصفات التواصل الاجتماعي لأن لكل حالة خصوصيتها، كما أكدت أن مرحلة الراحة التامة ضرورية في بداية التعافي منعاً لزيادة المضاعفات.
وأكدت أن خلفيتها الرياضية والتزامها الدائم بممارسة التمارين ساعدا كثيراً في تجاوز آثار الإصابة، معتبرة أن الرياضة السابقة أنقذتها من مضاعفات أشد خطورة. وترى المدربة أن أساس الوقاية من الإصابات والمخاطر الصحية يقوم على نمط حياة صحي تنتظم فيه التغذية وتتوازن مع النشاط البدني، حيث أشارت إلى أن التغذية تساهم بنسبة سبعين في المئة في سلامة الجسد والتمارين الرياضية تغطي النسبة المتبقية. وأضافت أن النشاط اليومي ضروري للحفاظ على الصحة، وأن ساعة من الرياضة يومياً تفي بالغرض.
تجربة نمشة القعيد تعكس أهمية تبني أسلوب حياة نشط وأثره الواضح في تعزيز قدرة الجسم على تخطي الظروف الصحية الصعبة والعودة إلى الحياة الطبيعية بقوة أكبر.