الجبيل تبدأ تأهيل الأحياء: تفاصيل خطة شاملة تكشف أسباب الأولوية

الجبيل تبدأ تأهيل الأحياء: تفاصيل خطة شاملة تكشف أسباب الأولوية

أعلنت بلدية محافظة الجبيل عن الانتهاء من تنفيذ أعمال تطوير وتأهيل لثلاثة محاور رئيسية ضمن أحياء الخالدية والمرقاب والعريفي، في خطوة تعكس توجهًا واضحًا نحو تحسين جودة المعيشة والارتقاء بالخدمات والبنية التحتية، بما يتماشى مع احتياجات المواطنين والمقيمين ويعزز المشهد الحضري للمحافظة. تأتي هذه المشروعات ضمن استراتيجية تنموية شاملة تعتمدها البلدية، وترتبط بشكل مباشر بأهداف رؤية المملكة 2030، وخاصة محور جودة الحياة الذي يركز على تطوير المدن السعودية وخدماتها.

تنوعت الأعمال التي نفذتها بلدية الجبيل بين إعادة تأهيل الطرق وصيانة الأسفلت وتجديد الأرصفة، بما في ذلك صيانة أكثر من 76260 متر مربع من طبقات الإسفلت المتهالكة بهدف تعزيز كفاءة الطرق العامة والحد من الأعطال المرورية والحوادث المرتبطة بتردي البنية التحتية. كما شملت المشروعات تنفيذ 3840 مترًا طوليًا من دهانات الطرق لضمان وضوح المسارات وتنظيم الحركة بطريقة ترفع من سلامة المرور، لاسيما خلال الليل أو في ظروف الطقس الصعبة.

في ما يتعلق بالمشاة، أولت البلدية اهتماماً واضحاً بإعادة تأهيل الأرصفة من خلال تطوير 855 مترًا مربعًا لتسهيل حركة الأفراد، وتوفير بيئة حضرية تضع في الاعتبار احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وتدعم ثقافة التنقل النشط والمشي بين السكان. وفي إطار تعزيز المشهد الطبيعي وتحسين جودة الهواء، تم زراعة وصيانة 243 شجرة جديدة في المناطق المستهدفة، ما أسهم في زيادة الغطاء النباتي وخفض درجات الحرارة ومنح الأحياء السكنية أجواء أكثر راحة وجمالية.

عملت الفرق الميدانية على رفع كفاءة الإنارة في شوارع الأحياء من خلال تركيب وصيانة 34 عمود إنارة، خطوة ساهمت في زيادة عوامل الأمان الليلي للمشاة والسكان، وخفض الحوادث التي قد تتسبب فيها قلة الإضاءة. كما دعمت البلدية الجوانب الخدمية بإضافة 27 عنصراً من الأثاث الحضري شمل المقاعد العامة وحاويات النفايات لتحسين مستوى النظافة وتحفيز الاستخدام الأمثل للمساحات المشتركة.

وأكد رئيس بلدية الجبيل المهندس بادي القحطاني أن تطوير هذه المحاور يمثل جزءاً من مشاريع التحسين والصيانة المستمرة التي تشمل أحياء مختلفة، مشيراً إلى أن العمل يجري وفق خطة مدروسة تطبق أعلى معايير التصميم الحضري والاستدامة. ولفت القحطاني إلى أن البلدية تهدف لتوسيع نطاق هذه المشروعات مستقبلاً لتشمل مناطق أخرى، مع التأكيد على إشراك الأهالي في تحديد التحديات والمقترحات وربطها ببرامج التنمية.

ركزت المشاريع أيضاً على توفير بيئات مهيأة لضمان وصول الجميع، حيث تم تجهيز واستحداث 35 موقفاً خاصاً بذوي الإعاقة عبر تنفيذها وفق الضوابط الهندسية المعتمدة، مما يدعم مبدأ المساواة في الانتفاع بالمرافق والخدمات العامة. وتسعى البلدية لتكريس مزيد من الجهود لمواكبة احتياجات التوسع العمراني والتغيرات الحضرية الملحوظة في المحافظة في الآونة الأخيرة.

تحرص إدارة الجبيل على اعتماد تطورات الأعمال على أسس تقنية وفنية حديثة، كما يشدد مراقبون على أن هذه التحسينات تسهم في رفع قيم العقارات والسكن، وزيادة جاذبية الأحياء للاستثمار والتوسع المجتمعي. ويُتوقع أن يكون لتلك التطويرات أثر مباشر في تشجيع المبادرات المجتمعية وتعزيز التعاون بين السكان والجهات المعنية، بما يدعم الحفاظ على المرافق وتنشيط حملات التشجير والتنظيف.

تشهد مدينة الجبيل، مثل بقية المدن السعودية، حالة من السرعة في وتيرة التحول العمراني والتطور في التخطيط الحضري من أجل تلبية الزيادة السكانية ومسايرة تطلعات المواطنين. وتُعد مشروعات تطوير الأحياء تطبيقاً عملياً لرؤية القيادة السعودية نحو بيئة عمرانية متجددة تدعم جودة الحياة لجميع أفراد المجتمع من خلال توفير خلايا حضرية عصرية، مرافق متكاملة، ومساحات خضراء واسعة تواكب متطلبات السكان. وتستمر البلدية في تنفيذ برامجها بدعم طواقمها الفنية والميدانية، واضعة ضمن أولوياتها تطوير مستوى الخدمات البلدية وتحسين ظروف العيش، بما يدفع الجبيل نحو موقع ريادي على خارطة المدن السعودية في جودة الحياة.