شهدت محافظة الحديدة اليمنية فجر الاثنين تصاعدا حادا في العمليات العسكرية، إذ تعرض ميناء الحديدة ومنشآت أخرى قريبة لسلسلة غارات إسرائيلية مكثفة، مما أدى إلى سماع أكثر من عشرين انفجارا في مناطق متفرقة من المدينة حسب ما أفادت به مصادر وصفت الأحداث بأنها غير مسبوقة من حيث الحدة في هذا الموقع الجغرافي. وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي بينت أن الضربات استهدفت ميناء الحديدة مباشرة، في تطور كبير على الساحة اليمنية.
وقالت مصادر محلية نقلت عنها وكالة رويترز إن أصوات انفجارات قوية سُمعت بمحيط الميناء، وأشارت إلى أن الهجمات التي شنتها إسرائيل طالت أيضا موانئ الصليف ورأس عيسى إلى جانب محطة كهرباء الحديدة، وذلك بناء على بيان صدر عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس. وأوضح كاتس أن الضربات الإسرائيلية جاءت ردا على استخدام الحوثيين سفينة غالاكسي ليدر التي تمت مصادرتها سابقا من قبل الجماعة، مضيفا أن السفينة باتت تستخدم في عمليات وصفها بالإرهابية في البحر الأحمر.
فيما أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا عاجلا مساء الأحد دعا فيه جميع المتواجدين في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى وغيرها من المنشآت الحيوية كالمحطة الكهربائية للابتعاد عن هذه المواقع، موضحا أن عمليات عسكرية وشيكة قد تنطلق ضد هذه الأهداف خشية من استغلالها في تنفيذ نشاطات عسكرية تهدد الملاحة. ونشر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي رسالة حث فيها الموجودين وسفن الشحن بالقرب من تلك الموانئ على الإخلاء الفوري لضمان سلامتهم.
وقد أتى هذا التصعيد في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراضه لصاروخ أطلق من الأراضي اليمنية في وقت مبكر من يوم الأحد، حيث تتكرر مثل هذه المحاولات منذ نوفمبر من العام الماضي عندما بدأت جماعة الحوثي في استهداف سفن إسرائيلية أو أمريكية في البحر الأحمر باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. يشار إلى أن إسرائيل تعتمد في منظومتها الدفاعية على تقنية حيتس لاعتراض الصواريخ البعيدة، بجانب منظومة القبة الحديدية للمدى القصير ومنظومة مقلاع داوود للمدى المتوسط.
