مفاوضات إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار في غزة: هل تلوح نهاية للحرب؟

مفاوضات إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار في غزة: هل تلوح نهاية للحرب؟

وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتزايد الضغط الدولي لوقف القتال، أرسلت إسرائيل وفدًا خاصًا إلى قطر اليوم الأحد للمشاركة في مفاوضات تهدف للتوصل إلى هدنة مع حركة حماس، في خطوة قد تغير مسار الحرب التي دخلت شهرها الواحد والعشرين. وذلك يأتي تزامنًا مع الاستعداد لعقد لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث من المتوقع أن يناقش الطرفان سبل إيقاف إطلاق النار والوضع المتفجر في غزة.

تحركات الطرفين تأتي في ظل عرض أمريكي يقتضي وقفًا لإطلاق النار يمتد ستين يومًا. كانت حماس قد أبدت تجاوبها مع المقترح الأميركي يوم الجمعة، غير أن إسرائيل ادعت بأن الحركة تسعى لتعديلات وصفتها بغير المقبولة، ما جعل مستقبل الاتفاق موضع تساؤل. في غضون ذلك يسعى ترامب للاستفادة من نفوذه وتحريك المسار التفاوضي قبيل لقائه مع نتنياهو بحسب تصريحات لمصادر مطلعة.

الحرب المستمرة ألقت بظلالها القاسية على المدنيين في غزة، حيث تتصاعد معاناة السكان بسبب حصار مشدد وندرة المواد الغذائية وإغلاق المعابر. وذكر سكان من دير البلح أن حياتهم باتت مرهونة بالحصول على لحظات هدوء بعيدًا عن الغارات ونقص الغذاء، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة فوق الثلاثين درجة مئوية. ويعبّر النازحون عن آمال بسيطة في أن تثمر المفاوضات بهدنة تضمن لهم الأمان.

وتتواصل الخسائر البشرية في القطاع مع استهداف غارات الاحتلال المتكررة للأحياء السكنية. قتل 14 فلسطينيًا من بينهم طبيب وأطفاله في المواصي، كما فقد عشرة أشخاص حياتهم أثناء انتظارهم مساعدات في خان يونس. كذلك أصيب اثنان من موظفي مؤسسات الإغاثة الأمريكية في هجوم على موقع توزيع الأغذية، حيث حمّلت المؤسسة مسؤولية الحادث لحماس دون تقديم أدلة، في حين نفت الأخيرة صلتها بالأمر.

من جهتها تتهم مؤسسات تابعة للأمم المتحدة وعدة منظمات إنسانية كبرى المؤسسة المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة باستخدام المساعدات كأداة لتحقيق أهداف سياسية، فيما ترد إسرائيل باتهام حماس بالاستيلاء على هذه المواد. وتشير الإحصائيات إلى مقتل أكثر من 600 فلسطيني الشهر الماضي أثناء محاولتهم الاقتراب من نقاط توزيع المساعدات.

على المستوى السياسي تؤكد حماس في مفاوضاتها ضرورة وجود ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب وسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة كشرط رئيسي، في حين تصر إسرائيل على حقها في استكمال العمليات العسكرية لتصفية الحركة. هذه المواقف المتضاربة ألقت بظلالها على فرص التفاهم في المحادثات السابقة، ما يجعل الجولة الجديدة بالغة الأهمية وفق رأي المتابعين. في تل أبيب تطالب عائلات الأسرى بأن يكون الوفد الإسرائيلي مخولًا بسلطة كاملة لبحث ملفات إنهاء الحرب واستعادة كافة الرهائن.

تعتمد غزة على المساعدات الدولية لتأمين الحد الأدنى من احتياجات السكان البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة بعد الدمار الواسع الذي لحق بالبنية الزراعية ونقص مصادر الغذاء طوال أشهر القتال والحصار. ومع هذه المتغيرات يترقب المتابعون ما إذا كانت صفحة الصراع ستطوى في جولة المفاوضات الحالية أم أن القطاع سيبقى رهينة لبقاء الخلافات بين الأطراف.