تجري حالياً مفاوضات مكثفة حول صفقة مرتقبة تتعلق بقطاع غزة، وسط تصاعد الاهتمام الدولي والإقليمي بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتأتي هذه التحركات في وقت يبدي فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواقف متشددة، إذ يواصل الإصرار على تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية في غزة، دون إبداء تنازلات حقيقية حتى الآن.
تؤكد مصادر متابعة أن الأطراف الوسيطة تكثف جهودها لدفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وسط ضغوط متزايدة من المجتمع الدولي لإنهاء التصعيد العسكري وفتح المجال أمام معالجة الأوضاع الإنسانية في القطاع. وبالرغم من الأجواء الإيجابية التي يشيعها بعض الوسطاء حول قرب التوصل إلى اتفاق، إلا أن بعض العقبات الأساسية لا تزال قائمة نتيجة المطالب الإسرائيلية التي يعتبرها الجانب الفلسطيني تعجيزية.
في الوقت ذاته تشير التحركات الدبلوماسية والتصريحات الرسمية إلى سباق مع الزمن، إذ تتزايد المخاوف بشأن تدهور الوضع الإنساني في غزة إذا طال أمد العمليات العسكرية. ومن جانب آخر، يرى مراقبون أن نتنياهو يسعى عبر هذه المرحلة إلى تعزيز موقعه السياسي الداخلي من خلال التشدد في الشروط والتأكيد المستمر على أمن إسرائيل، بينما يواجه ضغوطاً من شركائه في الحكومة اليمينية.
تعكس هذه التطورات تداخلاً معقداً بين الرغبة الدولية في التهدئة وسعي بعض الأطراف إلى تحقيق مكاسب سياسية أو ميدانية على حساب الطرف الآخر، وهو ما يجعل التوقعات حول نجاح الصفقة أو تعثرها رهناً بالمواقف النهائية لمختلف اللاعبين الإقليميين والدوليين.