أصبح نادي الهلال السعودي محور الحديث في وسائل الإعلام العالمية بعد مشاركته المثيرة في كأس العالم للأندية 2025. هذه المشاركة تخطت كونها مجرد حضور عابر لتتحول إلى قصة كروية استثنائية تابعها المشجعون والإعلام حول العالم، إذ تمكن ممثل الكرة السعودية من تحقيق نتائج غير متوقعة وأداء لافت أمام أبرز الفرق الأوروبية. كثير من الصحف وصفت رحلة الهلال بأنها بداية لعهد جديد لكرة القدم السعودية دولياً، مع تأكيد على قوته الفنية وشخصيته المنافسة خلال البطولة سواء من ناحية الأداء الجماعي أو اللمسات الفردية للاعبيه.
مشوار الهلال بدأ بصورة قوية عندما واجه باتشوكا المكسيكي في دور المجموعات، حيث فرض أسلوبه التكتيكي وحقق فوزاً منح الفريق ثقة كبيرة. الأداء الذي قدمه سالم الدوسري وماركو ليوناردو لفت انتباه الصحافة الإسبانية، إذ اعتبرت صحيفة ماركا التأهل إنجازاً مستحقاً، بينما ذهبت ESPN إلى وصف الهلال بأنه أتى إلى البطولة كأحد المرشحين وليس مجرد فريق مشارك. من جانبها ركزت صحيفة كيكر الألمانية على فعالية الهجوم الأزرق والمستوى المميز لحارس المرمى المغربي ياسين بونو.
واحدة من معظم لحظات البطولة إثارة حدثت عندما واجه الهلال فريق مانشستر سيتي الإنجليزي في مباراة استثنائية انتهت بفوز الهلال 4-3 بعد وقت إضافي. ردود فعل الصحافة العالمية جاءت معبّرة عن حجم المفاجأة، حيث عنونت سكاي سبورت أن الهلال صعق السيتي وتحدّى التوقعات، وكتبت ديلي ميل عن كارثة للسيتي أمام بطل آسيا، في حين أشار ذا أثلتيك إلى أن هذه النتيجة قد تمثل بداية عصر جديد للهيمنة السعودية. وصفت إل باييس الإسبانية الهلال بأنه ريال مدريد آسيا وأشارت إلى قدرته على منافسة القوى الأوروبية، أما ماركا فأبرزت حجم الاستثمار الكبير وتحوّل الفريق إلى قوة عالمية، فيما وصفت بيلد الألمانية المواجهة بأنها زلزال في البطولة، كما سلطت ليكيب الفرنسية الضوء على الانضباط التكتيكي والاحترافية التي أدهشت بيب غوارديولا.
بعد هذا الإنجاز، انتهت مغامرة الهلال عند ربع النهائي، حين خسر أمام فلومينينسي البرازيلي بنتيجة 2-1 في لقاء اتسم بالندية، حيث أفادت إل باييس أن الفريق البرازيلي تفوق هجومياً لكن الهلال خرج من البطولة مرفوع الرأس. أما صحيفة ذا غارديان البريطانية فأشادت بالأداء السعودي، معتبرة إياه دليلا على التغيير المتوقع في كرة القدم العالمية خلال السنوات القادمة.
بالإضافة إلى مكاسبه الرياضية، حصد الهلال عوائد مالية كبيرة من الجوائز وعقود البث والرعاية، قدرت بملايين الدولارات، كما حصد إشادة إعلامية واسعة وارتفع حضوره التسويقي، ليصبح سفيراً لسمعة الكرة السعودية في البطولات الدولية.
