المعاكله سادة الصحراء بالفطرة يهتدون للطريق دون أن يضلوا السبيل

المعاكله سادة الصحراء بالفطرة يهتدون للطريق دون أن يضلوا السبيل

تميز أبناء قبيلة المعاكلة، المنحدرين من نسل طريف المعكلي، بقدرتهم الفريدة على تحديد الطرق والمسارات داخل الصحراء، دون الحاجة للاعتماد على الخرائط أو الأدوات الحديثة مثل أجهزة تحديد المواقع. هذه الموهبة المتوارثة جيلًا بعد جيل جعلت من أهل المعاكلة خبراء صحارى يعتمد عليهم في شتى الظروف، حيث يستدلون على معالم الأرض ويعودون إلى المواقع ذاتها حتى بعد مرور سنوات طويلة وكأنهم لم يغادروها قط.

ومن بين أبرز أبناء هذه القبيلة يظهر خزعل المعكلي، الذي أكد أن أبناء المعاكلة لا يحتاجون إلى بوصلة أو أجهزة إلكترونية وأن معرفتهم بالدروب تبدأ من اللحظة الأولى التي تطأ فيها أقدامهم أرض الصحراء. وأشار إلى أنه يستطيع العودة بسهولة إلى أي مكان في البر حتى بعد غياب طويل، بينما قد يضل طريقه أحيانًا داخل المدينة.

تمتلك هذه العائلة ذاكرة قوية وقدرة ذهنية عالية على حفظ أدق تفاصيل الطبيعة المحيطة بهم، ما جعل العديد من الجهات الرسمية، مثل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، تستعين بهم في تحديد المواقع والمناطق في شمال البلاد، نظرًا لدرايتهم العميقة بتضاريس الصحراء السعودية وسرعتهم في الاستدلال على الأماكن حتى في أصعب الظروف الجوية.

خزعل يروي قصة تحدٍّ طريف خاضه مع أصدقائه، حيث رافقهم في إحدى الليالي إلى الصحراء واستطاع بعد مسيرة ثلاثين كيلومترا أن يعيدهم بالضبط إلى علبة مياه ألقوها سابقا أثناء رحلتهم، مما أبرز دقته ومهارته الفطرية في الدلالة، في حين يؤكد أنه على الرغم من قدرته الاستثنائية في البر، إلا أن تعقيدات المدينة قد تشتته أحيانًا. يؤكد أبناء المعاكلة أن المكان يعرفهم كما يعرفونه، وأن الصحراء بالنسبة لهم ليست سوى خريطة محفوظة في الذاكرة.