
يصل ماء زمزم إلى المسجد النبوي في المدينة المنورة قاطعًا مئات الكيلومترات يوميًا من مكة المكرمة، ليبدأ بعدها رحلة دقيقة تشمل العديد من مراحل النقل والتخزين والمراقبة. هذا الماء المبارك الذي يُعدّ رمزًا دينيًا هامًا للمسلمين، يخضع لسلسلة من الإجراءات المشددة لضمان جودته ونقائه، بدءًا من التعبئة ووصولًا للتوزيع في أروقة المسجد النبوي، حيث يتاح للزوار والمصلين بشكل منتظم.
تنطلق عملية نقل ماء زمزم من محطات التعبئة في مكة، حيث تتم تعبئته في حاويات مُصممة خصيصًا لهذا الغرض. تُنقل هذه الحاويات إلى خزانات عازلة للحفاظ على خصائص الماء الطبيعية دون أي تغيير، وتُخضع لرقابة من فرق مختصة تستخدم أساليب وتقنيات مخبرية حديثة، للتأكد من خلو الماء من الشوائب والملوثات وضمان بقاء نقائه.
بمجرد وصول الماء إلى المسجد النبوي، يجري تخزينه وتبريده، ثم يوزع على حافظات مخصصة داخل مصليات المسجد. وتبلغ كمية ماء زمزم المستهلكة يوميًا في المسجد النبوي أكثر من 200 طن، ما يعكس الجهود الكبيرة المبذولة من الفرق العاملة والمتخصصة على مدى اليوم بالكامل لتغطية احتياجات المصلين والزوار.
تسعى الجهات المسؤولة لضمان استمرار توفير ماء زمزم بهذه الجودة العالية، والاستفادة من أحدث الوسائل العلمية والتقنية، لتلبية الطلب المتزايد على هذا الماء المبارك، ضمن منظومة خدمية متكاملة في الحرمين الشريفين.