شهدت بلدة غوندومار في البرتغال مراسم جنازة مؤثرة للاعب ليفربول والمنتخب البرتغالي ديوغو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا، وذلك بحضور عائلاتهما وأصدقائهما وعدد كبير من نجوم كرة القدم البرتغالية والعالمية. جاء هذا الحدث بعد يومين من الحادث المأساوي الذي أودى بحياة الشقيقين، حيث تعرضت سيارتهما لحادث مروري أدى لانفجار أحد الإطارات واشتعال النيران فيها، بينما كانا في طريقهما شمال غرب إسبانيا بهدف العودة إلى إنجلترا عن طريق القارب بعد انتهاء عطلتهما الصيفية. جوتا البالغ من العمر ثمانية وعشرين عاما وشقيقه الذي يصغره بثلاث سنوات لقيا مصرعهما صباح يوم الخميس بعد اصطدام سيارتهما الفارهة على طريق سريع منعزل بالقرب من زامورا، ثم نقلت جثتاهما إلى البرتغال بعد التعرف عليهما من قبل العائلة.
شهدت مراسم الجنازة التي أقيمت يوم السبت حضوراً بارزاً للاعبي الهلال السعودي روبن نيفيز وجواو كانسيلو، حيث غادرا الولايات المتحدة بعد مشاركتهما في مباراة فريق الهلال أمام فلومينينسي البرازيلي في أورلاندو وسافرا مباشرة إلى البرتغال للمشاركة في الجنازة. وأظهرت لقطات نيفيز وهو يحمل نعش جوتا بنفسه في مشهد يجسد الصداقة التي جمعتهما منذ أيامهما معاً في وولفرهامبتون. كما شارك جواو كانسيلو في المراسم، وانضم لهما عدد من لاعبي المنتخب البرتغالي مثل برناردو سيلفا وروبن دياس من مانشستر سيتي، بالإضافة إلى برونو فرنانديز لاعب مانشستر يونايتد، والمدرب روبرتو مارتينيز.
شمل وفد ليفربول عددا من اللاعبين والمدربين، وكان من بينهم قائد الفريق فيرجيل فان دايك الذي وضع باقة ورد متخذة شكل قميص جوتا رقم عشرين، وأندرو روبرتسون الذي قدّم وردة مماثلة تحمل رقم شقيق جوتا، أندريه سيلفا، الذي كان يلعب لنادي بينافيل البرتغالي. كما حضر المدير الفني للنادي آرني سلوت، وقدم الوفد رسالة باسم نادي ليفربول جاءت فيها عبارة لن تمشي وحدك أبدا.
انطلقت مراسم الجنازة وسط تجمع كبير من أقارب وأصدقاء الفقيدين، إضافة إلى لاعبي نادي غوندومار المحلي، الذي بدأ فيه جوتا مشواره الكروي منذ كان في التاسعة. لوحظت أجواء الحزن على الحاضرين، خصوصا عند تقديم زوجة جوتا روتي كاردوسو، التي اصطحبتها إحدى السيدات طوال الوقت لدى تقدمها خلف نعش زوجها، بعد أقل من أسبوعين على زواجهما الذي جاء بعد موسم كروي طويل أحرز خلاله جوتا لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليفربول.
خيمت حالة من التأثر الشديد عند لحظة الوقوف دقيقة صمت قبل مباراة ربع النهائي التي خاضها روبن نيفيز وجواو كانسيلو في أورلاندو، حيث بدا عليهما الانهيار والبكاء، وسط تعاطف كبير من زملائهم. من ناحيته، عبّر مدرب المنتخب البرتغالي روبرتو مارتينيز عن حزنه الشديد قائلا إن هذه أيام عصيبة وقد شعر الجميع بأنهم أسرة واحدة ستظل أرواح الراحلين حية في ذاكرة الجميع. بينما أكد آرني سلوت مدرب ليفربول أن جوتا لم يكن فقط لاعبا في صفوف الفريق بل كان صديقاً غالياً ومتميزاً على جميع الأصعدة، في مشاعر شاركها العديد من رموز كرة القدم ممن توافدوا إلى جنازة جوتا وشقيقه.
وتواصل الشرطة الإسبانية تحقيقاتها حول ملابسات الحادث الذي لم تسجل فيه إصابات أو تداخل من سيارات أخرى، مرجحة أن يكون سببه انفجار أحد الإطارات.
