
تعتبر منطقة القصيم من المناطق الزراعية الرئيسية في السعودية، إذ تشتهر بتربتها الغنية ومواردها المائية العذبة، إلى جانب أجوائها المعتدلة التي تعزز نمو نخيل التمر. وتحتضن القصيم أكثر من 11 مليون نخلة متنوعة الأصناف قادرة على تحمل ظروف المناخ القاسية، سواء ارتفاع درجات الحرارة في الصيف أو برودة الشتاء. ويجعل هذا التنوع والوفرة منطقة القصيم مصدرًا أساسيًا لإنتاج التمور الفاخرة التي تزود أسواق المملكة والخليج، فضلاً عن كونها قطاعًا واعدًا للشباب المهتمين بتسويق وتجارة التمور.
يمر إنتاج التمور بمراحل نمو مختلفة قبل أن تصبح صالحة للاستهلاك، حيث تبدأ المرحلة الأولى بالطلع بعد عملية التلقيح وتستمر إلى خمسة أسابيع تقريبًا، ثم تتبعها فترة الخلال التي تشهد زيادة حجم الثمرة وتحول لونها للأخضر. في مرحلة البسر يتغير لون الثمار إلى الأصفر أو الأحمر خلال مدة قد تصل إلى خمسة أسابيع. ومع بداية مرحلة الرطب تظهر الرطوبة وتزداد الحلاوة ويصبح قوام الثمرة طريًا، حتى تكتمل عملية النضج النهائي في مرحلة التمر عندما تجف القشرة الخارجية وتزداد نسبة السكريات.
وأكد عبدالعزيز البريدي، وهو أحد مزارعي النخيل في القصيم، أن القيمة الغذائية للتمر تختلف باختلاف مرحلة النضج. ففي بداية نمو الثمرة يكون البلح غنيًا بالألياف والعفصين القابض، بينما تتصاعد نسبة السكريات تدريجيًا حتى تصل التمر إلى أعلى قيمة من السعرات الحرارية. يحتوي الرطب على 2.8 جرام من البروتين، و1 جرام زيوت، و37 جرام كربوهيدرات، أما التمر الناضج فيوفر 1.8 جرام بروتين، و0.6 جرام زيوت، و76 جرام كربوهيدرات، بالإضافة إلى 5 جرامات ألياف تساعد على تحسين الهضم وتنظيم مستوى السكر بالدم وخفض الكوليسترول الضار.
وتحظى الزراعة بدعم متواصل من وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة القصيم، وذلك من خلال إرشاد المزارعين إلى الطرق الحديثة في الري، وتدابير مكافحة آفات النخيل، إلى جانب توفير الدعم لتنظيم الأسواق المحلية وتشجيع تداول وبيع التمور داخليًا وخارجيًا.
وتشتهر القصيم بإنتاج مجموعة متنوعة من أصناف التمور التي تعد بين الأفضل في المملكة ودول الخليج، من أبرزها السكري، الصقعي، الشقراء، الهشيشي، نبوت علي، الخلاص، السكرية الحمراء، الروثان، الحلوة، المكتومي، الونانة والبريمي. وتعد هذه الأنواع فرصة اقتصادية مهمة للتجار والمزارعين والشباب الراغبين في الاستثمار بقطاع التمور المتنامي في المنطقة والأسواق المحيطة.