
سلَّطت دراسة أكاديمية أجريت في جامعة الملك فيصل الضوء على التغيرات الكبيرة التي طرأت في عادات استخدام الأطفال للشاشات الرقمية، وخاصة منصة يوتيوب التي أصبحت تحظى بانتشار واسع على مستوى العالم. ورأت الدراسة أن تزايد إقبال الأطفال على محتوى يوتيوب يتطلب من الأسر انتهاج أساليب رقابة ذكية وحديثة، تمكنها من حماية الأبناء من المخاطر الرقمية والسلوكيات السلبية، مع مراعاة تشجيع الاستفادة من الجوانب الإيجابية لتلك المنصة، مثل تطوير المهارات اللغوية والمعرفية وإكسابهم ثقافات جديدة.
الدراسة أعدتها الباحثة سارة بنت محمد حمد المطلق ونوقشت للحصول على درجة الماجستير في قسم الاتصال والإعلام بكلية الآداب. شارك في المناقشة لجنة علمية ضمت الأستاذ فلاح بن عامر الدهمشي مشرفاً ورئيساً، الأستاذ فودة محمد علي عيشة عضواً ممتحناً، والدكتور الناجي محمد حامد ممتحناً داخلياً من قسم علم الاجتماع.
ركزت الدراسة على تحليل العلاقة بين تعرض الأطفال للمحتوى المتنوع على يوتيوب وسلوكياتهم، كما بحثت في تأثير أنماط الرقابة الأسرية على سلامة الطفل النفسية والسلوكية. ومن بين الأنماط التي جرى تصنيفها: القيود الزمنية، والمشاهدة المشتركة، والمشاركة النشطة من الوالدين لضبط ما يتعرض له الطفل على المنصة.
وبيّنت نتائج البحث أن ممارسة رقابة فعّالة يجب أن تقوم على الجمع بين التقييد والمشاركة، بهدف تعزيز الحوار المفتوح داخل الأسرة وتوجيه الأطفال وزرع القيم الاجتماعية لديهم، وليس الاكتفاء بفرض حدود زمنية أو منع مطلق. ورأى الباحثون أن هذا التوازن يسهم في تقليل التأثيرات السلبية المرتبطة بمخاطر يوتيوب، ومنها التقلبات العاطفية الناجمة عن تعرض الأطفال لتعليقات مؤذية أو محتوى غير مناسب.
وأوصت الدراسة بضرورة تحكم الأسرة في مدة استخدام المنصة يومياً، مع انتقاء القنوات الموثوقة وإنشاء قوائم تشغيل مناسبة لعمر الطفل، كما شددت على أهمية رفع الوعي لدى أولياء الأمور، للحفاظ على القيم المجتمعية والتصدي لمحتويات لا تتماشى مع البيئة والثقافة المحلية.