
خلال خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ الدكتور صلاح البدير إمام المسجد النبوي في المدينة المنورة اليوم، دعا جميع المصلين إلى تقوى الله ومراقبته الدائمة، مؤكدًا أن التقوى تمثل مصدرًا لكل الفضائل ومنبعًا للأخلاق الحسنة، كما أنها أعظم الحصون التي تحمي الإنسان، ومن يستمسك بها يكتب له النجاة. الشيخ البدير شدد على أهمية الإكثار من ذكر الله في حياة المسلم، موضحًا أن الذكر يمنح الأرواح راحة وطمأنينة ويعالج القلوب المجروحة، كما يعد علامة واضحة على صلاح الإنسان ومدخله للفلاح والنجاح، حيث قال الله تعالى في كتابه “واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون”. وأوضح الدكتور البدير أن من يواصل ذكر الله تتنزل عليه الأنوار والخيرات باستمرار وتحيطه البركات، وأن الذكر يعتبر زادًا نافعًا وثمرة رابحة، حيث أن منافعه ظاهرة وثماره قريبة المنال.
وتطرق إمام المسجد النبوي إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بتكرار ذكره وتسبيحه في كل الأوقات، فوعدهم بمكافأة عظيمة وجزاء كريم، استنادًا إلى قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلًا”. كما نقل الشيخ قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين سأله أحد الصحابة عن ما عليه فعله لكثرة الأحكام، فأوصاه بأن يبقى لسانه رطبًا بذكر الله. ونبه إلى أهمية ذكر الله في جميع شؤون الحياة من بيع وشراء وتعامل وعطاء في العلن والخفاء وفي جميع الأوقات والأماكن.
وأفاد الشيخ البدير أن الذكر له آثار إيجابية عظيمة فهو يرضي الله ويطرد الشيطان ويعزز الإيمان ويزيل الأحزان ويمنح القلوب السكينة والاطمئنان. وأضاف أن الذكر يزيل الوحشة من النفوس، ويصفي القلوب، ويجلب الرحمة ويشفي الصدور، وانطلاقًا من قول الصحابي الجليل أبو الدرداء إن جلاء القلوب هو ذكر الله عز وجل. وأكد أن الذكر يقوي النفوس ويضيء الطرق أمام الإنسان ويساعد على تجاوز الأزمات والمحن، فكلما ذكر العبد ربه في الشدة هانت عليه المصيبة وخف عنه البلاء.
واختتم إمام المسجد النبوي خطبته مشيرًا إلى أن الأجور والمنافع المرتبطة بذكر الله لا يمكن لأي إنسان أن يتصور مدى عظمتها. ودعا المسلمين إلى الالتزام بالأذكار والأدعية الصحيحة في مختلف الأحوال، والاجتهاد في المحافظة على ذكر الله في كل وقت وكل حال.