العام الهجري الجديد يذكرنا بالنصر والتمكين.. السديس يبث رسائل تفاؤل في خطبة الجمعة

العام الهجري الجديد يذكرنا بالنصر والتمكين.. السديس يبث رسائل تفاؤل في خطبة الجمعة

في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم من المسجد الحرام في مكة المكرمة، أشار الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، إلى أن استقبال العام الهجري الجديد يحمل بين طياته تذكيراً بأحداث إيمانية عظيمة شهد فيها المسلمون نصر الله وتأييده، وسط أجواء تدفع إلى التفاؤل واليقين بحسن عاقبة العمل وتوفيق الله لعباده المخلصين. جاء ذلك بالتزامن مع ترجمة الخطبة لأول مرة إلى 35 لغة، ما أتاح لملايين المتابعين عبر العالم الاستماع للخطبة ومتابعة مضامينها.

السديس أوضح في خطبته أهمية التأمل في تعاقب الأيام واستخلاص العبر من حوادث التاريخ، مستشهداً بآية من سورة يوسف بأن في قصص الماضين عظة لأصحاب العقول. وتطرق إلى قصة هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وربطها بيوم عاشوراء عندما أكرم الله موسى عليه السلام بالنصر على فرعون، فصام موسى اليوم شكرًا لله. وأضاف السديس أن في هذه القصص دروساً عظيمة حول أهمية الثبات في الإيمان، والإحسان في العمل، وتوقع الفرج من الله.

كما أشار إلى أن حادث الهجرة النبوية يمثل محطة كبرى في تاريخ الأمة، وهو الحدث الذي اعتمده المسلمون زمن الخليفة عمر بن الخطاب لإثبات هويتهم الدينية والوطنية، وهو ما يدعو جميع المسلمين للاعتزاز بهويتهم وتاريخهم الفريد. وشدد الشيخ على ضرورة نبذ الحروب والعنف وتعزيز قيم الوئام، والتحلي بروح البناء والإعمار والتنمية، لأن المجتمعات البشرية أحوج ما تكون إلى الأمن والاستقرار بعيدًا عن مظاهر الدمار والفساد.

السديس أكد أيضاً أن عند ظهور الفتن يصبح واجب المسلم التوجه إلى الله بالإكثار من الدعاء والتوبة والاستغفار، مع تجنب الانشغال بما لا يعنيه في أمور الحياة وإحالة الأمور إلى أهل العلم والاختصاص. ولفت إلى أن ترجمة خطبة الجمعة تعتبر إحدى الأهداف الاستراتيجية لرئاسة الشؤون الدينية بالحرمين، لتحقيق رسالة الوسطية وإيصالها للزوار والقاصدين للحرمين الشريفين على اختلاف لغاتهم.