
أُسدل الستار على فصول قصة أشهر منزل في الصين عرف إعلاميا بمنزل المسامير حيث اضطر مالكه أخيرا إلى حزم أمتعته والرحيل بعد أن تحولت حياته إلى جحيم لا يطاق بسبب الضجيج المستمر لحركة المرور المحيطة به من كل اتجاه.
بدأت القصة المثيرة للجدل في شهر فبراير الماضي عندما دخل مواطن صيني يدعى هوانغ بينغ في نزاع مع السلطات المحلية لقد رفض رفضا قاطعا عرضا حكوميا سخيا لشراء عقاره بهدف إفساح المجال لإنشاء طريق سريع جديد وحيوي في المنطقة.
كانت الحكومة قد عرضت على هوانغ تعويضا ماليا كبيرا وصلت قيمته إلى ما يقارب 1.6 مليون يوان أي ما يعادل نحو 223 ألف دولار أمريكي لكن الخلاف لم يكن حول المبلغ نفسه بل حول آلية الدفع حيث اشترطت السلطات سداد المبلغ على دفعتين وهو ما لم يقبله المالك.
أمام هذا الموقف المتصلب من المالك لم تجد السلطات بدا من المضي قدما في مشروعها الحيوي وقررت تعديل المخططات الهندسية للطريق ليبنى حول المنزل الصغير وهكذا استيقظ السكان ذات صباح ليجدوا العقار معزولا وسط جزيرة إسفلتية محاطا بحارات الطريق السريع من كل جانب.
تحول المنزل الصغير إلى مشهد فريد بدا من الأعلى كأنه عين تحدق في وسط الطريق السريع الجديد لكن هذا الصمود لم يدم طويلا فالواقع كان أقسى من أي عناد فهدير السيارات والشاحنات الثقيلة المتواصل ليلا ونهارا وغياب أي شكل من أشكال عزل الصوت جعلا من الإقامة في المكان أمرا شبه مستحيل.
في النهاية انتصر ضجيج الحضارة على إصرار الرجل حيث قرر هوانغ وأسرته مغادرة منزلهم والانتقال للعيش في سكن مستأجر ببلدة مجاورة هربا من الضوضاء التي لا تهدأ ورغم عدم تحديد موعد رحيلهم بالضبط إلا أن الجيران لاحظوا خلال الشهر الماضي أن نوافذ المنزل أصبحت محطمة والأعشاب البرية بدأت تنمو بكثافة حول العقار المهجور دليلا على أنه لم يعد مأهولا.
صرح هوانغ لوسائل إعلام محلية بأن مستقبل منزله القديم بات غامضا ومجهولا وأوضح أنه حتى لو قررت السلطات هدم العقار في نهاية المطاف فإنه على الأرجح لن يحصل إلا على جزء ضئيل جدا من قيمة التعويض الأصلي الذي عرض عليه ورفضه في البداية.
أثارت هذه النهاية لقصة منزل المسامير ردود فعل واسعة ومتباينة عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث سخر كثيرون من قرار هوانغ الذي اعتبروه عنادا غير محسوب العواقب وتساءل البعض عن القيمة الحقيقية لمنزله في تلك المنطقة الجبلية لولا مشروع الطريق الذي كان سيسهم في تحسين مستوى المعيشة للجميع.