
شهدت أجواء نهائي كأس السوبر السعودي الذي جمع فريقي الأهلي والنصر في هونج كونج حالة من الفوضى والجدل غير المسبوقين حيث صدرت قرارات مثيرة للشكوك قبل انطلاق المباراة بساعتين فقط وكادت أن تعصف باللقاء وتلغيه ما حول تركيز الجماهير من متابعة الحدث الرياضي إلى ترقب المصير المجهول للمباراة النهائية.
القصة بدأت مع إعلان لجنة الاستئناف بالاتحاد السعودي لكرة القدم عن قراراتها المتعلقة بانسحاب فريق الهلال من البطولة حيث اعتبرت اللجنة الهلال خاسرا بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل لا شيء أمام القادسية وهو قرار كان يعني من الناحية النظرية أن القادسية هو الأحق بالتأهل لمواجهة النصر وليس الأهلي الذي حل بديلا وشارك في البطولة.
توقيت صدور هذه القرارات أحدث صدمة في الشارع الرياضي فقد جاء بعد شهر كامل من اعتماد الاتحاد السعودي رسميا لمشاركة الأهلي في البطولة وقبل لحظات من بدء المواجهة النهائية وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات حول قانونية مشاركة الأهلي من الأساس وأشعل نقاشات حادة حول إمكانية إلغاء المباراة وبدلا من التحليل الفني للمواجهة المرتقبة انشغلت الجماهير السعودية بساعتين من التوتر والبيانات المتتالية كان أبرزها بيان الاتحاد السعودي الذي صدر مع بداية المباراة ليؤكد على نظامية مشاركة الأهلي في السوبر وينهي حالة الغموض.
ولم تكن الأزمة القانونية هي المشهد السلبي الوحيد الذي ألقى بظلاله على نهائي السوبر بل سبقتها حالة من الجدل حول هوية حكم المباراة فبعد تأهل النصر والأهلي للنهائي سادت تكهنات حول رغبة الأهلي في إسناد المهمة لطاقم تحكيم أجنبي لكن الاتحاد السعودي لكرة القدم فاجأ الجميع بتعيين الحكم المحلي محمد الهويش لإدارة المواجهة الحاسمة.
هذا القرار أثار حفيظة جماهير النصر واستدعى ذكريات سلبية مع الحكم الدولي السعودي تعود إلى النسخة قبل الماضية من كأس السوبر حينما أشهر الهويش البطاقة الحمراء في وجه النجم كريستيانو رونالدو خلال مباراة الفريق أمام الهلال وهي البطاقة الحمراء الوحيدة التي تلقاها اللاعب مع فريقه ومنذ تلك الواقعة لم يدر الهويش أي مباراة للنصر ورغم أن التعامل بين الحكم ورونالدو في النهائي بدا طبيعيا إلا أن قرار تعيينه أثار الكثير من الاستغراب وأفسد جانبا من متعة اللقاء في ظل وجود خيارات تحكيمية أخرى.
بعيدا عن الأحداث الدرامية للنهائي فإن الظروف التي صاحبت إقامة البطولة في هونج كونج لم تكن مثالية على الإطلاق حيث واجهت الفرق المشاركة صعوبات لوجستية كبيرة أثرت على استعداداتها فقد عانت الأندية من تخصيص ملعب تدريب واحد فقط لجميع الفرق وهو ما أدى إلى استهلاك أرضيته ومعداته وتسبب في صعوبات بالغة في تنسيق مواعيد التدريبات اليومية.
كما افتقر ملعب التدريب إلى وجود صالة مجهزة للياقة البدنية ما أجبر الأجهزة الفنية على اللجوء لوسائل بدائية لتنفيذ برامج الاستشفاء للاعبين ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد بل امتدت لتشمل عدم توافر دورات مياه ملائمة بجوار الملاعب وهو ما اضطر اللاعبين للانتظار حتى عودتهم إلى فنادق الإقامة للاستحمام بعد انتهاء التدريبات.
حتى بعثة فريق الأهلي واجهت مشاكل خاصة في فندق إقامتها الذي كان منخفض المستوى حيث اشتكى اللاعبون من سوء نظافة الجاكوزي وعدم قدرتهم على استخدامه فضلا عن التحديات الأمنية المتمثلة في وجود مبان جامعية تطل مباشرة على ملعب التدريب ما جعله مكشوفا وعرضة للتجسس وهو الأمر الذي دفع المنظمين للاستعانة برجال أمن لمنع ذلك وعبر بعض اللاعبين عن استيائهم علنا من هذه الظروف مثل المهاجم الإنجليزي إيفان توني لاعب الأهلي.