كشف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عن نتائج استثنائية لبرامج الرصد والاستكشاف الميدانية في البيئات البحرية والساحلية للمملكة حيث تم توثيق أعداد قياسية للطيور والكائنات البحرية خلال العام الحالي وهذه الأرقام تؤكد فاعلية الجهود الوطنية المبذولة لحماية التنوع الأحيائي وصون النظم البيئية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.
وتضمنت نتائج المسح الميداني توثيق مشاهدات مهمة لما يزيد عن 84516 طائراً بحرياً توزعت هذه الأعداد بين سواحل المملكة حيث تم رصد ما يتجاوز 50356 طائراً على طول الساحل الشرقي في الخليج العربي بينما سجل الساحل الغربي في البحر الأحمر مشاهدات لأكثر من 34160 طائراً تنتمي إلى 63 نوعاً مختلفاً كما أسفرت الجهود عن تحديد 39 موقعاً استراتيجياً لهجرة وتكاثر الطيور حازت خمسة منها على اعتراف دولي من مؤسسة BirdLife International بصفتها مناطق ساحلية وبحرية مهمة للطيور والتنوع الأحيائي.
ولم تقتصر برامج الرصد على الطيور فقط بل امتدت لتشمل الكائنات البحرية الكبيرة حيث سجل الباحثون مشاهدات لأكثر من 1219 كائناً بحرياً كبيراً وهو رقم يعكس ثراء البيئة البحرية السعودية وتركزت غالبية هذه المشاهدات بواقع 1060 فرداً على الساحل الغربي في حين تم توثيق 159 فرداً على الساحل الشرقي وهو ما يؤكد على نجاح جهود حماية هذه الكائنات وبيئاتها الطبيعية.
وتلعب هذه التسجيلات دوراً محورياً في إثراء قاعدة البيانات المعرفية حول التنوع الأحيائي في المملكة وتساعد في تحديد المواقع ذات الأهمية البيئية التي تحتاج إلى خطط حماية خاصة كما تدعم هذه البيانات جهود المركز في بناء خط أساس علمي دقيق يهدف إلى تحقيق إدارة متكاملة ومستدامة للموارد البيئية كما تسهم هذه الاكتشافات في تعزيز توجهات المملكة نحو تطوير السياحة البيئية المسؤولة ورفع مستوى الوعي العام بأهمية المحافظة على النظم البيئية.
